سمعنا الكثير عن الدكتاتورية السياسية والدكتاتورية في الحكم السياسي والبقاء للأقوى، وانخفاض صوت الضعيف وضياع حقوقه... هذا فعلا ما يحدث في المؤسسات الحكومية والهيئات التعليمية وعلاقة الدكتور بطالبه المبنية على القهر والاستبداد وخاصة طلبة الدراسات العليا.
وحديثي هنا موجه إلى الهيئة التدريسية في الجامعات سواء الخاصة منها أو الحكومية وليس الكل، إلا ما رحم ربي، حيث يتعالى ذلك الدكتاتوري بعلمه ومركزه وسلطته وجبروته على ذلك الطالب المقبل على العلم بكل حيوية ونشاط وطموح عال، فيظهره بأنه متجرد من أي علم، وبصريح العبارة "بالغباء".ويضيع ذلك الطويلب مع كيفية إرضاء غرور ذلك الدكتاتوري بشتى الوسائل ليوافق له على عمله المتواضع، أو حتى ليوجهه إلى كيفية القيام به، وإرضاء غروره بحد ذاته يكلف الكثير من المصاريف والتكاليف التي تثقل كاهل ذلك الطويلب المبتدئ بعيدا عن تكاليف دراسته، ورغم كل ذلك يتهمه بالتقصير وعدم الاحترام، ولا يهنأ له بال حتى يدوس على كرامة الطالب، ويشعره بالنقص، ويحجّمه حتى لا يبدو شيئا.رحم الله معلم البشرية محمد بن عبدلله عليه صلوات الله وسلامه الرحمة المهداة، كان يشجع دائما على طلب العلم ويمتدح طلابه، بل يشير إلى أهميتهم في أكثر من موضع، ولا أقول جميعهم يعاملون طلابهم بإذلال إنما القلة.ومن جهة أخرى نرى مديري المدارس يصيبهم هذا الداء بحيث يفرضون على معلميهم ما لا يطيقون، ويحملونهم فوق طاقتهم لدرجة أن المعلم يود لو يكون أخطبوطا ليلبي كل متطلبات ذلك المتغطرس على كرسيه، عساه أن يقبل عمل معلمه.وكذلك يجري هذا القانون السادي على بعض المعلمين، فيظن أنه المعلم الوحيد الذي أوتي مجامع العلم، فيتسلط على الطالب المسكين فلا يكافئ الطالب المجتهد بنفسه، بل ينظر إلى من اجتُهِدَ له فتضيع الحقوق ويغيب العدل!
مقالات
الدكتاتورية في التعليم
17-03-2012