مايا دياب وكورسها
متابع برنامج «هيك بنغني» الذي تقدمه عارضة الأزياء السابقة والمغنية مايا دياب على قناة MTV اللبنانية مساء كل سبت، لا بد من أن يستنتج أن هذا البرنامج الترفيهي الراقص هو «كورس» لحضور مايا ورقصها وثيابها ومفاتنها وشفتيها النافرتين وغنجها المحبب الممجوج أحياناً وقامتها التي تبدو أقرب الى التماثيل. النجمة اللبنانية الآتية من عرض الأزياء صاحبة الجمال الصارخ والبشرة البرونزية القريبة إلى حد ما من النجمة العالمية بيونسي، تعرف كيف تتصرف على منصة المسرح، فترافق حركاتها الفاتنة أصوات المغنين والمغنيات كما لو أنها كورس موسيقى بصرية يتابعه المشتركون.
لنقل إن الجسد يغني قبل الصوت أحياناً، ويبدو الغناء الحقيقي هامشياً إذا ما حضرت مايا التي يلاحظ أنها شبيهة جداً بالمذيعة الأميركية تايرا التي كانت عارضة أزياء وانتقلت إلى التقديم. يبدو الشبه واضحاً بين مايا وتايرا في لون البشرة وتسريحة الشعر والعينين والرمشين وحتى الأزياء اللافتة جداً. لا نعرف إن كانت مايا تقلد زميلتها الأميركية، لكن من يقارن بينهما يستنتج كلامنا سريعاً. مايا دياب التي قيل في مرحلة سابقة إنها قد تأخذ مكان النجمة اللبنانية هيفا وهبي لناحية إطلالتها الصارخة، ربما لا تزال على هذا المسار وتحتاج إلى مشاريع جديدة مدروسة لتبرز أكثر على صعيد العالم العربي، سواء من ناحية المشاركة في أفلام سينمائية، أم تصوير فيديو كليبات جديدة، أم تقديم أغانٍ، أم حتى عرض الأزياء كما حصل في تعاونها مع نيكولا جبران، إذ بدا وكأن التألق يجمع بينهما. مايا الصارخة بجمالها ترتدي أزياء نيكولا الصارخة بأناقتها وجنونها وألوانها وتصاميمها، في مشهد جمالي يبدو كأنه حفلة سحر تقطفه الكاميرا وتوزعه على الجمهور، وما على المريدين إلا حبس الأنفاس أمام نجمة تبدو كمحاربة من العصر الروماني. مايا صاحبة الرصيد في المشاهد البصرية، التي ينتظر خصومها عند المنعطفات، ربما هي تحتاج بعض المساعدين كي لا تقع في الفخوخ كما حصل في أغنيتها الأخيرة التي تبثها الإذاعات اللبنانية بعنوان «حبيبي» والتي سبق أن غنتها المغنية التونسية شيماء هيلالي بعنوان {بهواك}. ما فعلته مايا أنها بدل أن تروج لنفسها في أغنية جديدة، أعادت ترويج أغنية شيماء فعاد الجمهور إلى سماعها من باب الفضول لمعرفة حيثيات قضية سخيفة بطلها الملحن عادل العراقي الذي باع الأغنية مرتين بحجة أنه لا يتلقى بدلا مادياً عن تقديم الأغاني في الإذاعات. على أن جمهور مايا نفسه أيضاً ينتظرها عند المنعطفات، فحين ترتدي فستاناً شبيهاً بفستان ارتدته في مرة سابقة يقول إنها تقع في «فخ التكرار»، والأمر نفسه إن حملت جزداناً. هذه إحدى الأمور السيئة المترتبة عن وضع مايا دياب وسائر النجوم والنجمات تحت رقابة الجمهور، سواء في النظرة الى الثياب، أم في التواجد في الأماكن العامة، أم حتى في العلاقات الغرامية والزواج. يجب أن تتخطى مايا دياب مرحلة «هيك بنغني» كما تخطت فرقة «الفوركاتس» وعرض الأزياء، وهي إلى حين تحقيق ذلك ستظل عيون الجمهور «كورس» حركاتها الرتيبة وجمالها.