لم يمنع انشغال شباب الثوار بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك من إطلاق "النكتة" السياسية محلياً، وتقديم النصح خارجياً للمتظاهرين ضد نظام الجار العدو بنيامين نتنياهو، وتصدير شعار "ارحل" لتل أبيب بعد قطع الغاز المصري عنها، حيث دشن مجموعة من الشباب صفحات "ساخرة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تعلق على تظاهرات الإسرائيليين التي انطلقت مدفوعة بأزمة السكن. وتخيل زوار إحدى الصفحات حواراً بين عضو هيئة الدفاع عن مبارك المحامي فريد الديب والرئيس السابق، قال فيه: "ربنا يقدرني يا ريس وأماطل في القضية حتى يأتي قضاء الله"، وجاء رد مبارك عليه سريعاً: "ما تقولش كده... بعد الشر عنك يا فريد"، وتداول بعض الشباب مقولة ساخرة للكاتب جلال عامر يرجح فيها أن مبارك إذا حصل على "حكم" إدانة من المحكمة، فإنه "سيورث الحكم" لابنه جمال.

Ad

ويعتقد بعض رواد الصفحات الساخرة أن أهم ما في محاكمة مبارك هو أن المصريين اكتشفوا بعد 30 عاماً من حكم مبارك أنه كان يخفي عليهم أن والده اسمه "سيد".

ويسجل ساخر آخر أهم الجمل التاريخية لحكام مصر في العصر الحديث فيشير إلى جملة جمال عبد الناصر الشهيرة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، ولأنور السادات: "مستعد أن أذهب إلى آخر الدنيا، إلى الكنيست ذاته"، أما مبارك فسجل له من داخل القفص "أفندم... أنا موجود".

وتناولت التعليقات الساخرة لشباب "ثورة 25 يناير" العلاقة بين الثورة المصرية وما تعيشه إسرائيل حاليا من أجواء التظاهر، وتصور أحدهم بياناً صادراً عن التليفزيون الإسرائيلي يؤكد وجود "أجندات مصرية" تقف وراء تأجيج الاحتقان في الشارع الإسرائيلي، مضيفاً أن مراسلي التليفزيون الإسرائيلي يؤكدون قيام بعض الأجانب بتوزيع "سندوتشات فول وطعمية" على المتظاهرين في ميادين تل أبيب.

وتساءل الشباب، كيف يتظاهرون من أجل الحق في السكن وهم لا يملكون الأرض، وقالت إحدى عضوات الصفحة الساخرة على "فيس بوك" تحت عنوان "أنا مصري أدعم ثورة إسرائيل!"، مخاطبة المحتجين: "عملنا ثورة... عملتوا زينا، خلعنا مبارك... عايزين تخلعوا نتنياهو، لكن حذاري من نزول مظاهرات يوم الجمعة لأن صلاتكم السبت". وحاول النشطاء الربط بين شخصيتي مبارك ونتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالكلمات أو الخطابات الجماهيرية، حيث سخر عبدالصمد خطّاب بتأليفه خطابا يلقيه نتنياهو لاستعطاف المتظاهرين يقول فيه: "لقد حاربت من أجلكم، وقتلت الكثير من المصريين والعرب، وكل ما أتمناه هو أن أموت وأدفن في هذه الأرض قبل أن يحررها المصريون"، متماهيا مع خطاب مبارك الذي ألقاه في الأول من فبراير الماضي قبل 10 أيام من سقوط نظامه، والذي عدد فيه ما يراها إنجازات  قدمها للمصريين.