يتشكل المجلس العسكري الحاكم في مصر من عشرين فردا ونيف، ونتحدث عنه كشخصية اعتبارية، ولكن لو افترضنا جدلا وخيالا أنه شخص ما، وتساءلنا: ما فصيلة دم المجلس العسكري؟ وأيضا ما فصيلة دم الشعب المصري؟
هناك توصيف أدبي للتصنيف الطبي لفصائل الدم فمن يحمل فصيلة O يوصف بالكرم وحب العطاء، حيث يمكنه التبرع لذاته ولجميع الفصائل الأخرى، ولا يقبل دما إلا من ذات فصيلته الكريمة، وعلى النقيض من ذلك فأصحاب فصيلة AB شديدو البخل لا يتبرعون لأحد– إلا لفصيلتهم- ويقبلون من الجميع لذلك يوصمون بالأنانية. وللإجابة عن السؤال السابق سيتمنى الجميع أن تكون فصيلة دم المجلس العسكري O بينما الحقيقة عكس ذلك تماما، فالمجلس يحمل AB لذلك فمنذ تولى الحكم والشعب الذي يحمل الفصيلة O يتبرع له بالدم يوميا، والمجلس– ولا حسد– يزداد صحة وقوة والشعب يعاني ضعفا وهزالا وأنيميا خبيثة، ولم يفكر المجلس يوما في رد الجميل للشعب، وحجته جاهزة، ففصيلة دمه تمنعه من ذلك.وكلما تعرض المجلس لأزمة أو نزيف حاد يسارع الشعب للوقوف بجانبه، وإذا تعرض الشعب لنزيف أو أزمات– وما أكثرها- يقف المجلس ساكنا قائلا لا أستطيع فعل شيء.والسؤال: إلى متى يستمر التبرع من جانب واحد؟ بل يقابل بالجحود والنكران. إلى متى يصر المجلس على إضعاف الشعب واستنزاف قوته وإصابته بالأنيميا وتركه يبحث عمن ينقذه؟ سؤال آخر: هل صحيح أن فصيلة دم مبارك هي AB أيضا؟***ذكرت في المقال السابق الذي يرسل إلى «الجريدة» يوم الأربعاء من كل أسبوع (أي قبل يومين من مليونية 18/11)» أنني أرى ذات البدايات التي أدت إلى نهاية مبارك...»، وبعد أقل من 48 ساعة على النشر تجددت الأحداث في ميدان التحرير كما كانت في 25 يناير، والوضع خطير والمشكلة واضحة للجميع، ونتحدث عنها منذ 8 أشهر وأسبابها متشابكة متعددة الأطراف، ولم يعد الحديث عنها يجدي نفعا أو يصيب خيرا، ولكن يبقى السؤال وما الحل؟قبل الحديث عن الحل نذكّر بإنجازات المجلس العسكري الذي تولى الحكم في 11 فبراير، وحكومة شرف التي تم تكليفها في 9 مارس فما أهم الإنجازات التي حققاها سويا؟* حماية مبارك وأبنائه ورجاله بشتى الطرق والأساليب الطبية والقضائية الملتوية.* إثارة الخلافات والفوضى السياسية والإعلامية (استفتاء- نظام انتخاب- قانون عزل- وثيقة مبادئ).* الفشل في تحقيق الاستقرار الأمني وعودة الأمان للمواطن.هذه هي الإنجازات، وهي حقائق ثابتة وليست رأيا يصيب ويخطئ... ونعود إلى الحل الذي هو الآن في يد مجموعة من شباب مصر الأوفياء المخلصين من رجال الجيش (بعيدا عن المجلس العسكري) ليقوموا بدورهم من أجل تطهير البلاد من فساد مازال موجودا لم تستطع ثورة يناير– وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها- القضاء عليه، فساد يرتدي أقنعة شتى وأثوابا متعددة يحارب بكل الطرق من أجل الاستمرار، ويسعى إلى إضعاف الشعب ليظل حاكما متحكما.نعم يا شباب مصر من رجال الصفين الثاني والثالث في الجيش أنتم اليوم أمل مصر ومستقبلها الواعد المشرق، وها هي مصر في انتظاركم دامعة العينين مجروحة القلب، فهل توفون بقسمكم وتبرون بوعدكم بحمايتها والمحافظة عليها... هل تحققون لها أملها؟ إنا لمنتظرون.
مقالات
شوية دم
25-11-2011