بعض الشخصيات مهما كبر منصبها وعلا، لا تستطيع أن تخرج من إطار تقمص شخصية «الحصالة» التي كل ما ألقيت فيها قطعة نقدية جديدة «خرخشت» وأصدرت صوتاً يدلل على تجمع النقود فيها، وأحياناً كثيرة تصدر الصوت بمجرد تحريكها، وبقدر ما يكون ذلك الصوت ممتعاً لصاحب الحصالة أو محركها الذي في أغلب الأحيان يكون من الأطفال إلا أنه عادة يكون مزعجاً، وغير ذي معنى للآخرين.
رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد حسن مصطفى يبدو أنه يجيد لعب دور «الحصالة»، وهو مصرّ بين مدة وأخرى أن «يخرخش» بصوت لا نفع منه ولا داعي له سوى الإزعاج الذي يعجب من حركه، وما تصريحه المنشور أمس الذي لم يسعفنا الوقت لنشره والتعليق عليه في حينه والذي أبدى فيه أسفه لما تتعرض له الرياضة الكويتية بسبب الإيقاف الدولي، ودعا القائمين على الرياضة في الكويت الى تعديل القوانين الرياضية بما يتوافق والميثاق الأولمبي، إلا جزء من مسيرة «خرخشة» متفق عليها بين الرئيس والمحرك.واستكمل السيد مصطفى، وكعادة كل من يحشر أنفه في هذه القضية، حديثه بسيل من كلمات المديح لرئيس اللجنة الاولمبية الكويتية رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد، وطبعاً والده الشهيد فهد الأحمد ومساهماتهما الجليلة في مسيرة الحركة الرياضية ورعاية كرة اليد في الكويت والعالم العربي والآسيوي وحتى الدولي «والسامع يصلي على النبي».كان بودنا من «سعادة الريس» وبدلا من محاولاته المكشوفة لخلط الأوراق للظهور بمظهر الحريص على الكويت وعلى شبابها ورياضتها أن يقول لنا: أين كان هذا الحرص والمحبة للكويت عندما اتخذ الاتحاد الدولي، وهو على سدة رئاسته قراره بإعادة التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد 2008 بناءً على شكوى كوريا الجنوبية؟ علماً أن الإعادة كانت ضد منتخب الكويت التي يدعي السيد حسن مصطفى وصلاً بها أم أن «الخرخشة» آنذاك مع الـ»وون» الكوري كانت أجمل صوتاً من الفلس الكويتي؟ أو ربما يكون قد فضل أكل «الكيمتشي» و»الغال بي» على المكبوس والجريش.وكان بودنا أن نسمع من «سعادة الريس» كيف لعلاقته مع حليفه الشيخ أحمد الفهد الذي يفتخر بدعمه الدائم له شخصياً خلال انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي ومساهمته بوصوله الى هذه المكانة المرموقة أن تستثمر في رفع الإيقاف الظالم عن الكويت؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذاها معاً من أجل ذلك؟ أم أن هذه العلاقة لا تستثمر ولا يستفاد منها للمصلحة العامة، بل للمصالح الخاصة فقط؟وأخيراً، كان بودنا من «سعادة الريس» أن يحتفظ بكلماته ورأيه لنفسه لأننا لا نقبل منه أو من غيره أن يعطينا دروساً في كيفية إدارة شؤوننا بحجة الخوف والحرص، لأننا نعلم علم اليقين أنه لن يكون حريصاً على الكويت أكثر من صاحبه الذي يبدو أنه لن لا يكل ولن يمل من هواية جمع «الحصالات» طالما أنها أدت الغرض في «الخرخشة وقت اللي يبي».بنلتيرئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد قال في تصريحه إن من الظلم ان تتعرض الرياضة الكويتية لمواقف صعبة «في وقت لديها قائد رياضي محنك يقود أهم منظمة رياضية» في اشارة الى رئاسة المجلس الاولمبي الآسيوي، ونحن نقول له نعم «أما في هذي صدقت»، لكن يجب أن تعرف أن رياضة الكويت لم تظلم ولم تتعرض لما تتعرض له حالياً إلا لأن من يقودها هو ذلك «القائد الرياضي المحنك» الذي يملك الحل في ساعة، إلا أنه تفرغ للبحث عن مصالحه، وترك الكويت خلف ظهره.
رياضة
في المرمى: خرخشة حسن مصطفى
17-01-2012