في أيام العيد، بل وفي كل عطلة رسمية تكاد تخلو الشوارع من السيارات والبلاد من سكانها، فما إن تعلن الحكومة عن أيام العطلة حتى يتسابق الناس إلى حجز تذاكر السفر رافضين المكوث في الكويت... لا أدري ماذا أسمي هذه الحالة؟ هل أصبحت عادة اجتماعية يصعب التخلص منها؟ أم هي حاجة للتنفيس عن النفس وتغيير أجواء المكان والراحة من العمل؟... على كل حال لن أتوقف عند التسمية كثيراً لكن الواجب على المسؤولين في الدولة التوقف عند الحالة ودراسة أسبابها، فقد أصبحت القاعدة وغيرها هو الاستثناء، بدليل أن كل من يقابلك بعد أيام الإجازة يسألك عن المكان الذي اخترته لقضاء تلك الإجازة وترى علامات الاستغراب في وجهه حالما يسمع ردك بأنك قضيتها في الكويت... كان هذا جزءاً من كلامي لصديق عزيز من الذين اعتادوا قضاء أيام العيد في ربوع الكويت... والذي قاطعني قائلاً: صح النوم... أتطلب من الحكومة أن تبادر بدراسة تلك الظاهرة وهي أساسها والمتسببة في تفشيها... أليست هي دائماً من يبادر إلى زيادة أيام العطل الرسمية دون داعٍ أو سبب وكأنها تقدم للناس مزيداً من الإغراءات كي يهجوا من البلد ويسيحوا في بلاد الله التي عملت ومازالت تعمل على جذبهم وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم؟... لماذا لم تقم الحكومة طوال السنوات الماضية ببناء مرفق سياحي واحد؟... الكويت التي كانت مكاناً جاذباً للسياحة الخليجية خاصة في مثل هذه المناسبات أصبحت أكثر مناطق الخليج طرداً لأهلها قبل غيرهم... يا أخي لا تحلم ولا تطلب من عاجز عملاً... فمادام سعر النفط في ارتفاع فلن يفكر أحد من المسؤولين في ذلك فأولوياتهم كيف يواجهون الاستجوابات التي تقاطرت عليهم من كل صوب وحدب.

Ad

****

الرئيس برلسكوني يواجه منذ مدة مصاعب سياسية نتيجة فضائحه الجنسية التي وصلت إلى صفحات الصحف وشاشات التلفاز وردهات المحاكم، وفشل حكومته في مواجهة مشاكلها الاقتصادية التي باتت تهدد الاتحاد الأوروبي بأكمله، ولقد سعى المعارضون له إلى طرح الثقة في حكومته لأكثر من مرة لكنه وفي كل مرة ينجو، بصوت أو صوتين ومع هذا كله لم يسع المعارضون إلى الشارع ويحرضوا الناس على الدعوة إلى رحيله وإسقاطه خارج إطار الدستور.