رزقني الله كتاباً!
كلي أمل أن يلبي كتاب «اقرأ» حاجة فعلية في المكتبة العربية، وأن يكون مفيداً للقراء على اختلاف مستوياتهم، خصوصا أني حرصت على كتابته بأسلوب سلس حتى لا يدفع للملل والسأم، وكذلك جعلته بأسلوب الأقسام المنفصلة القابلة للقراءة بشكل متقطع ومتى ما سنحت الفرصة بطريقة خفيفة، وسيسعدني كثيراً أن أتلقى ملاحظاتكم حول الكتاب ورأيكم فيه.
صدر لي بفضل الله كتاب منذ أيام عن دار "مدارك" التي أنشأها الصديق تركي الدخيل منذ فترة ليست بالطويلة، وقد أتى هذا الكتاب الذي أسميته "اقرأ... كيف تجعل القراءة جزءاً من حياتك"، كشقيق لأخيه الأكبر الذي صدر منذ أعوام عدة بعنوان "القراءة الذكية" عن دار الإبداع الفكري، فكتب الله له نجاحاً وانتشاراً طيبين.شعور الإنسان عندما يصدر له كتاب، شعور مذهل، فهو شعور عصي على الوصف بحق، لأنه مزيج من السعادة والإثارة والفخر والتوتر اللذيذ، وأذكر أني كدت أطير فرحاً، بل لعلي قد طرت فعلاً على ارتفاع منخفض، يوم تلقفت يدي النسخة الأولى من كتابي الأول، فشعرت وكأن امتدادا جديداً قد نما لي، كأني رزقت ولداً جديداً هو نسخة طبق الأصل مني، وكيف لا والكتاب هو قطعة من فكر صاحبه، ورؤيته وتعبيره عن أمر من الأمور. هذا الشعور تكرر بالأمس حين استلمت نسخة من كتابي "اقرأ"، وهو الذي كنا نسابق الزمن كي يصدر قبل معرض الكتاب في الكويت، لتكون انطلاقته منه، وهو ما كان ولله الحمد، حيث استطعنا إحضار كمية "طازجة" من المطبعة مباشرة بالطائرة للمشاركة في هذا المعرض.وأعتقد أن جزءاً كبيراً من الشعور ينتج من أن الإنسان في تلك اللحظة يرى جهده وتعبه خلال فترة لعلها كانت طويلة من الزمن وقد تحول إلى ثمرة حقيقية، وتبلور أمام ناظريه، فحين أسترجع تلك اللحظات الأولى حيث بدأت الفكرة في ذهني أن أكتب كتابا حول تجربتي في عالم القراءة، وبالأخص، من خلال مجموعات القراءة، كنت متلكئاً متكاسلاً بعض الشيء، ولكن مع التشجيع من الأحبة والأصدقاء والمقربين، وارتفاع الحماس وانخفاضه، والإقبال والإدبار على الكتابة، والتوقف عنها لبعض الوقت ثم العودة إليها، لأسباب متنوعة، ها هو الكتاب قد رأى النور أخيراً.كتاب "اقرأ"، أتحدث من خلاله، في البداية عن كيف يجعل الإنسان جزءا من حياته لتصير جزءاً من برنامجه الفكري والنفسي، تماماً كبقية أموره الحياتية التي يعتاد عليها، فتصبح موشومة على خريطة يومه، وتغدو أمراً طبيعياً من أمور طبيعته، وقد تحدثت عن هذا الأمر من واقع التجربة والممارسة العملية، لا الأفكار النظرية، فالمكتوب في "اقرأ" هو تماما ما أمارسه وبشكل متواصل كي لا أبتعد عن الكتب وعالم القراءة، ثم تحدثت في الجزء الثاني من الكتاب، وهو الجزء الأكبر، عن تجربتي في مجموعات القراءة ونوادي الكتاب، وكيف أن هذه التجربة تجعل القراءة فعلاً من برنامج الإنسان حياتيا، خصوصاً إن كان هو بالذات من أولئك الذين لا يستطيعون أن يجلسوا لوحدهم مع كتاب. هذا الجزء، ليس مفيداً فقط للمهتمين بمجموعات القراءة ونوادي الكتاب، وإنما أيضا لكل قارئ يريد التعرف على طبائع الناس وأساليبها في القراءة وفي التعبير عن نفسها بعدما تقرأ وفي تداولها للأفكار المقروءة، فلمست أهمية هذا الموضوع بشكل كبير بعدما وجدت أن المكتبة العربية خالية تماماً من أي مادة عن موضوع مجموعات القراءة ونوادي الكتاب، وهي المنتشرة وبشكل كبير في الغرب باللغة الإنكليزية وغيرها.كلي أمل أن يلبي كتاب "اقرأ" حاجة فعلية في المكتبة العربية، وأن يكون مفيداً للقراء على اختلاف مستوياتهم، خصوصا أني حرصت على كتابته بأسلوب سلس حتى لا يدفع للملل والسأم، وكذلك جعلته بأسلوب الأقسام المنفصلة القابلة للقراءة بشكل متقطع ومتى ما سنحت الفرصة بطريقة خفيفة، وسيسعدني كثيراً أن أتلقى ملاحظاتكم حول الكتاب ورأيكم فيه.