لن تمر مرور الكرام
نوابنا الأفاضل أبدعوا في استخدام جملة "لن تمر مرور الكرام" فيما بينهم، ونحن بدورنا ننتظر الكيفية على أرض الواقع مع علمنا المسبق باستحالة التطبيق إلا إذا كانوا "ناويين" يقلبون قاعة "عبدالله السالم" إلى حلبة مصارعة!حالة عدم قبول الآخر لن تعود على الوطن بالخير، وستزيد من حالة التوتر والشحن التي وصلت إلى مرحلة متقدمة قد تؤدي إلى الفوضى والانفلات، فالحذر من استمرار التصعيد بتقدير الوضع وضبط النفس مسؤولية الجميع، لكن هذه المرة تقع على نواب الأمة بالدرجة الأولى، فهم من يصبّون الزيت على النار بسبب إصرارهم على لغة الكراهية والعزف على الوتر الطائفي.
لا أعرف ماذا يفعل، وكيف يتصرف نوابنا الأفاضل لو رجع بهم الزمن إلى الوراء، وعاشوا حياة الآباء والأجداد وفي تلك الظروف القاسية المحفوفة بالمخاطر؟ فهل كانوا سيتصدون للعدو بقلب رجل واحد؟ وهل كانوا سيوزعون أهل الكويت حسب انتمائهم القبلي والمذهبي؟أنا عن نفسي لم أعد قادراً على الجزم بالطريقة التي كنتم ستتصرفون بها، ولا أعرف أيضاً هل كنت سأفتخر بكم؟ لكن الحمد لله فذاك الزمن كان له رجاله. نواب الأمة "من زرع حصد"... فهل غرستم الشجر الطيب لأبنائكم ليحصدوه ثمراً طيباً أم أنكم أردتم إشراكهم في حصد محصول الكراهية؟!في هذا المقال لن أطيل عليكم أعزائي القراء الكرام لأن عندي أمانة حملني إياها أبناؤكم الطلبة في كل من بريطانيا وإيرلندا على ضوء فعالية الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير مفادها:"نحن أبناءكم نخاطب ونرجو أهلنا بالكويت الغالية ومنهم نوابنا الأفاضل أن تخافوا الله فينا، وأن تحافظوا على وحدة وطننا الكويت، فنحن أحوج ما نكون إلى بعضنا بعضا في الغربة، فلا تشتتوا تفكيرنا بما نسمعه من خطاب الكراهية وشق وحدة الصف... فقد قال الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون"- (سورة الحجرات- الآية 10). وفي الحديث قال صلى الله عليه وآله وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".فأنتم مازلتم بالنسبة إلينا القدوة ومصدر الإلهام... حفظكم الله لنا وأطال في أعماركم ووفقنا وإياكم لخدمة وطننا الكويت تحت راية الوالد سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح".بعد هذه الرسالة لم أعد أرغب في كتابة أي سطر، فهي كافية ووافية لكل محب للكويت، وطن يحتضن الجميع... ودمتم سالمين.