هناك من دخل الانتخابات لخلط الأوراق، وإلا بماذا نفسر وجود بعض المرشحين، وهنا لا أتكلم عن فرص نجاح لكن عن نوعية لا تملك أي شيء، فلا فكر ولا شخصية، وكأنك أمام مرعوب في «درب الزلق» مع اعتذاري للفنان سمير القلاف لكنه زمن العجائب؟!

Ad

على كثر ما أتمنى أن تكون نسبة المشاركة الشعبية مرتفعة هذه المرة إلا أن هناك إحباطاً واضحاً لدى الناخبين قد يؤدي إلى عزوف الكثير منهم عن الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لعدة أسباب؛ منها ما هو مرتبط بالجو العام وفقدان الثقة، ومنها ما هو مرتبط بالمرشحين أنفسهم، وهنا بيت القصيد.

من هؤلاء المرشحين نواب سابقون اتهموا بولائهم للحكومة ظلوا حبيسي تلك التهمة حتى اقتصر برنامجهم الانتخابي على تبرير موقفهم وسبب وقوفهم مع الحكومة السابقة، وعلى أنّ ما قاموا به جاء من منطلق القناعة، وليس لقصور في أدائها، وأنّ ما طالهم من اتهامات، خاصةً في قضية الإيداعات المليونية، كان محض افتراء وتجنٍّ مع الاحتفاظ بالدموع لوقت الحاجة كمحاولة لاستجداء الأصوات عبر دغدغة المشاعر.

مقابل تلك الفئة ظهرت مجموعة عكسها تماماً رأت في إسقاط النواب «القبيضة» ورقة رابحة يمكن أن تعيدهم إلى الكرسي الأخضر بكل أريحية دون أن تتحرك تحركاً جاداً، يكفل المحاسبة وعدم تكرار مثل هذه الأفعال مرة أخرى، ودون أن تضع أي اعتبار للقضايا المصيرية كالتعليم والصحة والإسكان وملف الوحدة الوطنية وغيرها كثير.

بعد هذه الشريحة جاء دور المرشحين الجدد الذين سأستثني بعضهم ممن يحمل فكراً، ولديه رؤية وبرنامج إصلاحيان، نسأل الله لهم التوفيق، لكن هناك من دخل الانتخابات لخلط الأوراق، وإلا بماذا نفسر وجود بعض المرشحين، وهنا لا أتكلم عن فرص نجاح لكن عن نوعية لا تملك أي شيء، فلا فكر ولا شخصية، وكأنك أمام مرعوب في «درب الزلق» مع اعتذاري للفنان سمير القلاف لكنه زمن العجائب؟!

فوق هذا وذاك هناك مجموعة، كالمقرر الإلزامي، ممن يعانون هوس البحث عن الشهرة، أو أولئك الذين همهم قبض المعلوم، ناهيك عن مجموعة الردح الموجه بـ«الريمونت كنترول» لضرب أشخاص بعينهم.

هذه الصورة قد تكون مبالغاً بها لكنها تعكس جزءاً من الحال والواقع اللذين قد يساهمان في عزوف نسبة عريضة من الناخبين عن المشاركة، وهي أغلبية صامته ليس لأنها ترغب في ذلك، لكن العرض والبضاعة أقل من المطلوب.

نقاط أخيرة:

- التهديد والوعيد للبدون ومصادرة حقهم لا تنم عن حصافة سياسية ولا عن جدية الحكومة في طي هذا الملف، فلغة الحوار وتقبّل الرأي الآخر هما اللذان يجدان طريقهما ويبعثان الأمان في نفوس تلك الفئة.

- دموع الدكتورة ابتهال الخطيب كانت كالبلسم على قلوب الكثيرين، ورسالة لكل القلوب القاسية.

ودمتم سالمين.