منظور آخر: قليل من الحب قد ينقذ العالم
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
وهناك من زوج ابنته وهي طفلة لكهل، فقط لحفنة من النقود، ومع كل أسف فإن كل الأوجاع النفسية تبدأ من الأسرة وتنتهي فيها، فجميع الذين تعذبوا وحرموا أثناء طفولتهم هم مجرمو اليوم، وهم من نخافهم، رغم أن كل ما احتاجوه يوما كان الحب فقط.من لم يذوقوا طعم المحبة والحنان يكبرون وفي قلوبهم غصة يخفونها في قسوتهم، فهم من كانوا يصرخون في جميع تصرفاتهم الطائشة بحثا عن شخص يخاف عليهم، ويشعرهم بأهميتهم، ومع كل أسف لم يجدوا سوى أيادٍ تنهال عليهم ضربا وتمتد إلى جيوبهم لتسرق قوت يومهم.رغم كل هذا فأولئك الذين تربوا على الحب هم من تجدهم يسعون إلى إضفاء البسمة على الوجوه الغريبة، وهم من يجمعون التبرعات في حال وجود أي كارثة في العالم، وهم من يحاربون من أجل الآخرين، ومن أجل قضايا البشرية، وهم من يجدون الكثير من السعادة إن ساعدوا غيرهم. وهم من يساهمون في إنقاذ العالم بكل طاقاتهم، وهم من تجدهم لا يتوقفون عن مساعدة المظلوم، وهم من خصصوا كثيرا من وقتهم للآخر ذلك الذي لم يلتقوه حتى، فكل هذا لأنهم تربوا على الحب وأخذوا كفايتهم منه، بل أصبحوا قادرين على توزيعه كزخات المطر الندية على الوجوه العطشة.أنت أيها الأب، وأنت أيتها الأم، أنتم بأيديكم إما أن تربوا وحشا كاسرا وإما أن تربوا القلوب المعطاءة الخيرة، فلا تظلموا أبناءكم، فلا شيء يجعل من الإنسان دكتاتورا سوى أنه عاش مظلوما.أبناؤكم أمانة إن لم تربوهم على حب وخير كان من الأجدر بكم ألا تنجبوهم، فليس الإنجاب تكاثرا وامتدادا للنسب أو حتى وديعة يستخدمها الأهل في أوقات عجزهم كما يعتقد الكثير، بل هم أرواح تمشي على الأرض تستحق الحب وحرية الاختيار، وقبل كل ذلك القبول من أسرتهم ليكونوا أسوياء.قفلة:الحب والسلام لا يعرفان دينا أو مذهبا أو أصلا أو فصلا، هما اللغة الوحيدة التي تعيش في القلوب، ولا تحتاج إلى النبذ والعنصرية، فالحب هو السلام والسلام هو الحب، وبقليل من الحب سننقذ العالم بلا شك.