أقيمت الفرعيات "أقصد التشاوريات"! وكانت على أحسن ما يرام، بل أقيمت الولائم في مقار مرشحيها، وقام الناخبون المعنيون بالإدلاء بأصواتهم، في أجواء ديمقراطية راقية (بالطبع لا أقول قانونية)، ونشط التبديل بالأصوات بين المرشح الفلاني والمرشح العلاني، وكانت برداً "وسلاماً" على الجميع، ولما ظهرت النتائج المعلنة لـ"الفرعيات" أقصد "التشارويات"، كان الجميع على علم بها، بل تدافعوا لتهنئة الفائزين بـ"التشاوريات" (الآن كتبتها صح)، وتقبل من لم يحالفه الحظ النتيجة بروح رياضية، لأن مصلحة القبيلة "حسب قولهم" فوق أي اعتبار، وكانت أوقاتا لا تنسى! وكانت القبائل جلها، قد أقامت مثل هذه "التشاوريات"، التي تدل على وحدة الصف بالقبيلة، وتدل على الحمية القبيلة الرائعة، وتبين حرص مرشحيها على إعلاء مكاسب القبيلة، بينما لم يذكر الكثير منهم، الرغبة في تحقيق مكاسب للكويت، ولأهل الكويت، وكانت الحكومة هي الخصم الوهمي أو قل "الخفي" لمعظم المرشحين، الذين قالوا في الحكومة، ما لم يقله مالك في الخمر!ما أريد الوصول إليه هو هذا السؤال المهم: لماذا يصر الجميع نواباً سابقين وحكومةً على إحراج أبناء القبائل، وإدخالهم في خضم ممارسات غير قانونية؟ لماذا يصر هؤلاء على تنفيذ قانون ولد ميتاً؟! الآن كل من تابع الأمر يعرف من فاز في "الفرعيات"، وربما يعلم حتى أرقامهم التي حصدوها، بينما لم يحرك أحد ساكناً، في هذا القانون، لما كان الجميع على رأس المسؤولية! لن أجزم، إنما أعتقد أن الحكومة، لم يرضها هذا القانون، وهي تتعامل معه بطريقة "يا ويلي منك يا ويلي عليك". أي أن كثيراً بالأصل ممن تظهرهم "الفرعيات"، هم أساساً أراض خصبة لمشاريع قبيضة جدد! أقصد حكوميين جدداً. أي أن الحكومة، لا تريد أن تضايق تلك القبائل، على أمل نجاح قبيضة جدد، أو موالين جدد، من فئة "مطفي الليت"! في نفس الوقت للحكومة "خاطر" حفظها الله، في تطبيق القانون، وهذه وتلك لا تجتمعان، لكنها الحكومة و"فذلكتها"! غني عن الذكر أن السادة أصحاب المعالي، كانوا في مقدمة من هنأ الفرعيين بالنتائج الباهرة "حسب قولهم"... وحينما يرجعون في الصباح إلى مكاتبهم، يتحدثون عن "الفرعيات المجرمة قانوناً"... ويا سلام على النمط الإيجابي بالتفكير... و"يا ويلي منك ويا ويلي عليك"!
Ad