ممرات: اليد الرخوة

نشر في 08-10-2011
آخر تحديث 08-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي ما حدث من فوضى في البلد من جراء الإضرابات التي حدثت في بعض الجهات والإدارات الحكومية لا شك أن الحكومة تتحمل نتيجته، فلولا طريقة "اليد الرخوة" التي تعاملت بها الحكومة في إدارة "إضراب النفطيين" لما حدث ما حدث.

ومن الأمور التي لفتت نظري حقيقة عدم اهتمام القيادات العليا بالحكومة بما حدث، وأستثني التصرف الممتاز لوزيري الداخلية والتجارة وتعاملهما مع الإضرابات حسب قاعدة "الهون أبرك ما يكون"!!

وأضحكني مدير الإطفاء حينما قال "أنا بحار ابن بحار"! يا أخي الكريم الناس في إضراب واعتصامات وهتافات وحضرتك "حفظك الله" تقول بافتخار إنك بحار وابن بحار!! وبدلا "من الافتخار والكلام الذي لا ينفع ولا يؤدي إلى نتيجة انظر إلى مطالب إطفائييك وابحثها وضع لها حلولا، وإن لم تجد حلولا فأقنعهم وجادلهم بالتي هي أحسن".

وحتى نكون واقعيين هناك إضرابات يستحق أصحابها ما يطلبونه وأطروحاتهم واقعية مثل "موظفي القطاع النفطي" و"موظفي الداخلية المدنيين"، و"الإطفائيين"... وواضح أن بعض النواب "سامحهم الله" أثروا سلبا في الطريقة الحضارية التي بدأ الإخوة الإطفائيون بها إضرابهم، وما حصل من اقتحام  لمكتب المدير العام غير مقبول، فالدولة دولة قانون ونظام. وأتمنى لو أن الحكومة بحثت بجدية مطالب المجموعات المعتصمة، كما تجاوب وزير الداخلية وتجاوبت وزيرة التجارة حتى لا يغبن ولا يظلم أحد، فمصالح المواطنين من مصالح الدولة، وما حدث كله يعتبر مثل التنفيس. وهناك عدة اقتراحات قد تريح الموظفين ممن لا يحصلون على كادر، كأن يتم تطبيق نظام "بيع الإجازات"، ولزيادة إنتاجية الموظف بالإمكان تطبيق نظام "أوفر تايم"، وتوجد الكثير من المقترحات لكن "إن اشتهى القلب مشت الرجلين"!!

كما أن هناك موظفين مظلومين بالفعل ورواتبهم "ما توكل عيش"، لكنهم لم يضربوا ولم يعتصموا، وأتوقع أن يستمروا في أوضاعهم لأن "الحقوق تبي حلوق" وما حدث في النفط خير دليل.

بطبيعة الحال توجد نقابات وكأنها غير موجودة في البلاد "راحت راحت جات جات" متكئة على شعار "الهون أبرك ما يكون"، وأظن أنهم سيسمعون بهذه الإضرابات في سنة 2020!! وهذا النوع من النقابات جل تفكير أعضاء مجالس إداراتها "سفرة الصيف"... "وكان الله بالسر عليما".

وأنا رغم عدم تأييدي لبعض الطرق التي حدثت في الإضرابات فإني أكره الجمود، وأمقت النقابة التي "لا تغني ولا تسمن من جوع"، فليذكر الله جمعية المهندسين وإنجازاتها التي جعلت كثيرا من خريجي الثانوية العامة يتجهون نحو التخصصات الهندسية حتى يأكلوا من غنى فضله، وبيض الله وجوه أعضاء نقابات النفط الذين قلبوا الطاولة وحققوا مطالب منتسبي نقابتهم بالفعل لا بالقول.

back to top