منظور آخر: جمعة الفراغ والفضاوة

نشر في 17-06-2011
آخر تحديث 17-06-2011 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان إن كنا مثل حال أي بلد نعاني مشكلات لكنها لا تستحق هذه التظاهرات التي أصبحت وكأنها مهرجان أسبوعي لـ«الفضاوة»، فمللنا- نحن كشعب- قراءة عناوين الغضب، ونواب الضجر، ورجال الأمن، وهذا المشهد الممل المتكرر الذي لم يعد له أي تأثير يذكر سوى أنهم جعلونا نضيق بيوم الجمعة المبارك.

 لطالما كان يوم الجمعة هو يوم راحة وإجازة وهروب من الروتين والعمل، وإني أحمل لهذا اليوم مشاعر خاصة؛ لأنه اليوم الذي تنشر فيه مقالتي الأسبوعية، وهو اليوم الذي أتناول فيه الإفطار دون عجلة من أمري، وأشعر أنني أعيش لحظات من الراحة والسكينة.

ولكن شاءت فئة في مجتمعنا لا تملك سوى فراغ سياسي تحويل هذا اليوم اللطيف إلى يوم الشعارات الفارغة من "جمعة الغضب" إلى "جمعة الرد" إلى .... وهلمّ جرا، وللأمانة لست أرى بوادر ثورة، ولا أرى ما يستحق هذه "الجُمع" المتلاحقة لحقن الشارع الكويتي بمظاهرات وتسميات سخيفة يزيدها نواب السب والصراخ صخباً، نواب تشربوا فن دسّ نار الفتن والطائفية والقبلية بين أفراد هذا الشعب.

وإن كنا مثل حال أي بلد نعاني مشكلات لكنها لا تستحق هذه التظاهرات التي أصبحت وكأنها مهرجان أسبوعي لـ"الفضاوة"، فمللنا- نحن كشعب- قراءة عناوين الغضب، ونواب الضجر، ورجال الأمن، وهذا المشهد الممل المتكرر الذي لم يعد له أي تأثير يذكر سوى أنهم جعلونا نضيق بيوم الجمعة المبارك؛ بسبب الإزعاج الذي تسببوا به.

للمرة الأولى لم أعد أعرف أيام الاستجوابات؛ لأن أغلب أيامنا استجوابات، وتصفية حسابات، وإهمال لفساد أكبر ينهش البلد، فبتنا نأكل لحوما فاسدة دون أن نرى رادعا، وذلك لانشغال المعنيين بالاستجوابات، وبتنا نتنفس ونسبح في بحر وهواء ملوثين دون أن يحركوا أدنى ساكن، فشوارعنا مليئة بالحفر وتعاني تأخيراً في إكمال أي مشروع فيها بسبب الرشاوى والفساد اللذين يحولان دون إتمام هذه الصفقات التي من شأنها أن تطور البلد.

المستثمر الأجنبي بات يرى في الكويت ومشاكلها السياسية دولة طاردة للاستثمار، والمستثمر الكويتي يهرب إلى الخليح والدول العربية لأنه يجد الترحيب، عكس الكويت التي تخنقه ببيروقراطية عقيمة طاردة لإنعاش الاقتصاد... فالتعليم والتربية والصحة لا تشهد أي تنمية أو تطور بسبب التغيير المستمر للوزراء.

فإن كانت قضيتكم الأهم هي ناصر المحمد فنحن قضيتنا الكويت ونهضتها، فهل لكم أن تسمعوا أو تشعروا بمدى الفساد الذي نغرق فيه؟! وهل يعقل أن تكون أجندتكم وخطة التنمية هما استجوابات بلا نهاية؟

قفلة:

«جمعة الدلع السياسي» متى ترحلين؟

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top