سورية... الانقلاب لا يزال وارداً!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لكن هذا لم يحدث في الفترة المتوقعة، والسبب هو أن الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي كان يخشى أكثر ما يخشاه، كبار الضباط من الطائفة العلوية التي هي طائفته، قد بادر إلى إعادة تركيب الجيش السوري الذي بقي وزير دفاع له سنوات طويلة بحيث ضمن ولاءً مطلقاً له ولعائلته من قبل بعض تشكيلات النخبة كالفرقة الرابعة التي يقودها الآن ماهر الأسد وكالحرس الجمهوري وكسلاح الجو وكل الأجهزة الأمنية العسكرية والمدنية، كل هذا إضافة إلى أن عملية التصفيات المتلاحقة وبخاصة للضباط العلويين غير المضمون ولاؤهم لم تتوقف ولا لحظة واحدة على مدى أربعين عاما وأكثر.إن كل هذا قد خيَّبَ ظن الذين كانوا يراهنون على انقلاب عسكري إنقاذي منذ أخذ النظام يلجأ إلى القمع والإفراط في العنف ضد شعب أعزل كان يريد لانتفاضته أن تبقى سلمية، وألا تتحول إلى المواجهة العسكرية، لكن الآن وقد بدأت قبضة هذا النظام تتراخى على هذا النحو فإن العودة إلى هذه المراهنات السابقة تبدو منطقية، بل لعل ما يمكن اعتباره مسألة حتمية أن نهاية حكم عائلة الأسد، الذي استطال أكثر من أربعين عاماً، ستكون على أيدي بعض ضباط هذا الجيش، ومن بينهم بالتأكيد بعض الضباط العلويين الذين يرفضون أن تكون هناك دويلة طائفية علوية، والذين لا يقبلون أن تدفع طائفتهم ثمن ما فعلته هذه العائلة بسورية، وما فعلته هي ومن يَلْتَفُّ حولها من أبناء الأعمام والأخوال بالشعب السوري.