أسيل حباً بهذا الوطن
يردد البعض تعليقات وتحليلات يراد بها النيل من تجربة انتخاب المرأة لمجلس الأمة، فالبعض يقول إنها لم تعمل شيئا يذكر دون أن يكلف نفسه البحث والتقصي عن عملهن في قاعة عبدالله السالم أو في لجان المجلس ليحكم بعد ذلك على هذه أو تلك من نائبات التجربة الأولى.ولا أدري لماذا اختصت النائبات بعملية الفرز والاتهام بالتقصير أو عدم الفائدة دون غيرهن من رجال المجلس؟ أو لماذا الجمع بين كل النائبات ووضع أدائهن في سلة واحدة، مع أننا نبحث في أداء كل نائب على حدة، أو نبحث عن أداء كتلة، أو حزب من خلال ما قدم أو أنجز خلال دورة مجلس الأمة، وليس عن أداء الرجال كمجموع؟
فالمتابع لأداء النائبات يستطيع بكل وضوح معرفة دور وأداء كل منهن، والمواقف التي وقفتها خلال دورة من أصعب وأعقد دورات مجلس الأمة، ومدى القوة أو الضعف في التمسك بالمبادئ والأسس الديمقراطية والجدية في عمل اللجان، وتقديم مشاريع القوانين وحماية المجتمع وتطويره من خلال عملية التشريع المهمة الأساسية لعضو مجلس الأمة. تقييم الأداء لا يكون على أساس كونهن نساء فقط، بل يكون على الإنجاز وقوة الموقف والتميز في الدفاع عن الحق ومحاربة الفساد، وهذا ينطبق على كل النواب رجالا ونساء.والمؤسف أن الحملات الحالية تتعرض لكل مخلص لهذا البلد، وتجري محاولات لتشويه كل الشرفاء بواسطة عناصر أقل ما يمكن أن توصف به هو الابتذال والخروج عن الآداب العامة والنقد البناء. وتتعرض النائبات السابقات وبالذات الدكتورة أسيل العوضي لهجوم مركّز لا يمكن تعليله إلا أنه انتقام لمواقفها المشرفة ودورها المميز في قاعة عبدالله السالم، وفي لجان المجلس، وفي مواقفها العامة من كل قضايا الوطن.لكن الذي لا يدركه هؤلاء أن الشعب لم تعد تنطلي عليه هذه الألاعيب، وأن وعي الناس أقوى من أن يؤثر فيه المخربون الساعون إلى تحويل مجلس الأمة إلى مجلس تابع لا حول له ولا قوة، يسبح بحمد الحكومة ويغمض عينيه عن عيوبها، وسيقول الناس كلمتهم وسيختارون من أثبت جدارته في المجلس السابق، ومن تقدم ببرامج لمصلحة الأمة ويحمل تاريخا نظيفا من المرشحين الجدد.الناس تعرف وتعي وتختار من قلبه على هذا الوطن، ومن يعمل لمصلحة الشعب، ويحمي الوطن من العابثين، الناس ترى وتسمع وتقرأ وتتابع من المرشح المحب لهذا الوطن والمرشح الذي يحب ذاته ويقوده طمعه، نعم سيختار الناس الأصلح رغم كل الشائعات ورغم كل عمليات التشويه.