إفطار مع الشيخ جابر
![يوسف عوض العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1465597344280824900/1465597355000/1280x960.jpg)
وكان- رحمه الله- كعادته متواضعا غير مأسور بالبهرجة والعظمة، وكانت تلك الصفتان تعبران عن قوة شخصيته وثقته بالله وبنفسه وشعبه.حتى في صلاة الفجر كان من أوائل الحضور في المصلى القريب من المنزل، كالعادة يذهب إليه بلا حراسة، حتى إني أذكر أنه أثناء إلقاء التحية العسكرية له وقت مروره للذهاب إلى الصلاة كان يوجه الجنود للذهاب لأداء الصلاة، وكان يقول «الصلاة الصلاة ياعيالي». من الأمور التي تداولها الناس عن ذلك الشيخ الجليل التدين، والصدقات وأيضا الرحمة، وكان- رحمه الله وغفر له- يتمهل في توقيع «أحكام الإعدام»، لربما يأتي عفو، وكانت بعض حالات المحكومين نهائيا بالإعدام تصل إلى تسع سنوات بدون أن يتم تنفيذ الحكم.أسأل الله جلت قدرته أن يرحمه، ويكرمه ويحسن إليه، والآن ستمر ذكرى وفاته و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأتذكره وأتذكر تحديات جمة واجهت هذا الفقيد، الذي لولا إيمانه بالله، وثقته بشعبه لما وصل إلى ما وصل إليه من محبة وتقدير عند العالم أجمع، وليس لدى شعبه الوفي فقط.والآن عندنا خير خلف لخير سلف، الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه- أميرنا الغالي وذخرنا، هذا الرجل الذي تربى في مدرسة الشيخ جابر، وفيه من خصاله الكثير، أسأل الله أن يعزه ولا يعز عليه، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقه البطانة الصالحة لما فيه خير البلاد والعباد.رحم الله سمو الأمير جابر الأحمد وغفر له وتجاوز عنه، وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.