النائب الفاضل عبيد الوسمي أرجو أن يتسع صدرك لكل أنواع النقد، فأنت شخصية عامة الآن وتمثل الأمة، وأنا عن نفسي لم ألتق بك، ومتابعتي لك بدأت من أحداث «ديوان الحربش»، ومن ثم ندواتك الانتخابية، والمقابلات التلفزيونية، وحديث منقول عن مؤيديك ومعارضيك، إضافة إلى ما نقله بعض المقربين لك ولي.

Ad

إليك بعض تلك الانطباعات التي شكلتها عن شخصكم الكريم حتى هذه اللحظة، ولتكن على شكل ثلاث نقاط محددة بعضها قد لا يرضيك لكنها آراء على كل حال:

1 - قدرة خطابية ممزوجة بمفردات قانونية بعضها خارج عن المألوف تميزك عن غيرك.

2 - حماس يصل إلى حد التهور يخرجك عن اللباقة أحياناً.

3 - تهديدات غير مدروسة من ناحية المواءمة السياسية، وإن كانت صحيحة من الناحية الأخلاقية.

ما دعاني إلى الكتابة عنك يا دكتور عبيد ليس وعدك باستجواب سمو الرئيس ثم العدول عنه، لكن ما أُثير حوله من لغط، مع أن محاوره انطلقت من المادة السابعة «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين»، وهو ما أتمناه أنا وغيري منك بوقوفك مع العدل والحرية والمساواة في كل المواقع، وأن تراجعك عن تقديم الاستجواب ينطلق من هذا الموقف، ومن مبدأ إتاحة الفرصة للحكومة في فرض هيبة القانون على الكل دون استثناء.

ما ينتظرك يا دكتور أكثر مما تتصور، والطريق مازال في بدايته، والفرصة ذهبية للعب دور مهم في التنمية بمجالاتها كافة، خصوصا بوجود رئيس وحكومة مدت للمجلس يد التعاون بشكل واضح ومباشر؛ لذا من المهم أن تجتهد وتضع خبراتك العلمية في كفة الإصلاح بصياغة التشريعات والقوانين التي تخدم الوطن والمواطن، وأن تبرز مواقع الخلل في التشريعات القائمة.

هذا الاستجواب قد يكون رسالة للسلطة التنفيذية لمعرفة من معها ومن عليها، لكنه كشف عن مستقبل العلاقة الهشة في ما بين النواب ككتل (ضعف وانفراط سبحة كتلة الـ35 لأنها بنيت على مصالح شكلية ووقتية)، والحكومة كطرف آخر، والتي تريد المحافظة على موقعها، خصوصاً بعد رفض طلب الأغلبية المشروط لدخول الحكومة، وعليه انتظر يا دكتور واعرف «ربعك» قبل أن يجروك إلى ما يريدون، فعالم السياسة يعتمد على المناورة، وهذه ليست دعوة للتخلي عن المبادئ.

نقاط أخيرة:

• تصريحات بعض النواب بوصف الحكومة بالضعف، وعدم قدرتها على تحمل مسؤولية المرحلة القادمة، وأنها أتت في الوقت الضائع، وذلك لإيجاد مخرج أمام الشارع في حالة عدم وفائهم بوعود التنمية والإصلاح.

• مقابلة رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون الأخيرة أزاحت اللثام، وأوقفت اللغط الدائر حول الكونفدرالية، وليسمح لي إخواني الخليجيين، فالكويت تتربع على عرش الديمقراطية... ودمتم سالمين.