المراقب للانتخابات النيابية الأخيرة، أو حتى جزء منها، يلاحظ وبوضوح ذلك الطرح الطائفي والفئوي والعنصري الذي تراقص على الصوت الصاخب لأوتاره كثير من المرشحين من جهة، وصفق له كثير من الناخبين من جهة أخرى.

Ad

وقد أجاد معظم المرشحين الرقص على ذلك الإيقاع وأحسنوا استغلال تلك الوسيلة الملتوية من أجل الوصول إلى غايتهم المتمثلة بالكرسي الأخضر، أو الأسود بعد التجديد الأخير لكراسي قاعة "عبدالله السالم"!

فواقع الحال يقول إن مخرجات "أمة 2012" لم تأتِ من فراغ، ولم يصوّت لها ناخبون من المريخ أو الـ"واق واق"، فهي نتاج طبيعي وواقعي لحالة التقسيم المجتمعي الذي أبدعت كثير من الأطراف وساهمت، غير مشكورة، في تفتيته.

نعم، لم يكن الهدف الأكبر هو إيصال رجال "أو نساء" دولة قادرين على التصدي لاستحقاقات كبيرة وحلحلة ملفات عالقة، كالتنمية واستغلال الفوائض المالية وتحصين المؤسسات الدستورية من العبث وغيرها، بل كان كل طرف يشبّه مجلس الأمة بحلبة المصارعة ويعمل على إقناع الناخب بضرورة إيصال مصارعين أشداء قادرين على مجابهة عنجهية الطرف الآخر!

وتمخضت العملية الديمقراطية فأنجبت مجلساً "ملتحياً" همّه الأكبر هو إقناع قواعده الانتخابية بقدرته على حسم نتيجة اللعبة مبكراً وبالضربة القاضية، وهنا عاد دور "المادة الثانية" من الدستور مجدداً لتكون هي المدخل الأمثل لفقرة عرض العضلات، وبدأت من خلال "أل التعريف" المساومات العلنية على لعبة الكراسي لهذا المجلس. ومن الواضح أن نتائج الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول ستحسم الكثير من الأمور، فهل تتمكن الكتلة الإسلامية من إطلاق اللحية على وجه الدولة المدنية؟!

خربشة:

هل تجيد الموالاة القديمة لعب دور المعارضة الجديدة... والعكس صحيح؟!