على الهامش
على الرغم من أهمية ما يكتب في الهامش ودلالته فإن اللفظ «الهامش» يستخدمه الكثيرون– خلافا لرأيي- للتعبير عن البسيط والتافه من الأمور، فيقال هذا أمر «هامشي» بمعنى لا قيمة له، ولو اعتبرنا محاكمة الرئيس المخلوع هي قلب الأحداث أو «متنها»، فعلى «الهامش» يمكن رصد عدة مشاهد تتعلق بالحدث وتساعد في فهم بعض الأمور المتعلقة به.
"الهامش" هو بياض ورق الصفحة خارج الإطار الذي يحيط بمتنها، و"المتن" هو الكلام داخل الإطار، وهو صلب الموضوع الذي يتحدث عنه الكتاب، وفي الهامش يدون الكاتب ملاحظاته حول نقاط في الموضوع الأصلي لتوضيح بعض المعاني وتفسير الارتباط بين الموضوع الأساسي ومواضيع أخرى.وعلى الرغم من أهمية ما يكتب في الهامش ودلالته فإن اللفظ "الهامش" يستخدمه الكثيرون– خلافا لرأيي- للتعبير عن البسيط والتافه من الأمور، فيقال هذا أمر "هامشي" بمعنى لا قيمة له، ولو اعتبرنا محاكمة الرئيس المخلوع هي قلب الأحداث أو "متنها"، فعلى "الهامش" يمكن رصد عدة مشاهد تتعلق بالحدث وتساعد في فهم بعض الأمور المتعلقة به:* من حق المتهم- أيا كانت جريمته- توكيل محام وإن لم يستطع تندب له المحكمة واحدا للدفاع عنه، وهذا حق قانوني ثابت لا جدال فيه، ولكن ما واجبات هذا المحامي وحدود دوره؟ ففي بعض التهم قد يبدو هناك تعارض بين واجبات المحامي المهنية وأخلاقه الإنسانية؛ كأن يكون المحامي على يقين من ارتكاب المتهم لجريمته فهل يحاول المحامي نفي التهمة تماما عن المتهم أم يبحث في الظروف والملابسات للوصول إلى أقل عقوبة ممكنة؟ إن فعل الأولى (نفي التهمة تماما) فهو هنا يتنازل عن أخلاقه، وأيضا يقصر في واجبه، فواجبه الأول تحقيق العدل وليس الكذب والغش والخداع، وإن التزم الثانية فقد تمسك بأخلاقه وأدى دوره كاملا.* مشهد دخول الرئيس المخلوع على سرير بالرغم من الحالة الصحية الجيدة نسبيا كما رآها الجميع أفقده الكثير من التعاطف الداخلي والخارجي، خاصة بعد الأحاديث الطويلة من جانب محاميه حول وضعه الصحي الحرج، وشدة مرضه ودخوله في أكثر من غيبوبة... إلخ. * المحامي الذي يرأس فريق الدفاع عن مبارك هو ذات المحامي الذي دافع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام، وتم الحكم عليه بالأشغال الشاقة، ثم أفرج عنه مبارك... "مجرد مصادفة".* إغراق المحكمة بالطلبات المقبولة وغير المقبولة من جانب فريق الدفاع تهدف إلى إطالة زمن المحاكمة انتظارا للقدر الإلهي.* لماذا لا يتم تأجيل جميع الدفوع والمطالب بالحق المدني إلى حين الفصل وإصدار الحكم في الاتهام الجنائي؟ أليس هذا أفضل لأسر الشهداء وأوفر لوقت المحكمة وسرعة الفصل.* ابتسام وضحك علاء وجمال، وتلويحهما للمحامين من داخل القفص بعد نهاية الجلسة وسيلة من وسائل الدفاع السيكولوجي للإيحاء لنفسهيما بالثبات والثقة وقدرتهما على المواجهة.* الحقائب الرمضانية التي يقوم أبناء مبارك– خلاف جمال وعلاء- بتوزيعها، هل هي من أموال مبارك الشخصية؟ وهل تم الحصول على إذن من النائب العام بصرف هذه الأموال (الموضوعة تحت الحراسة) أم من أموال الشعب التي كان يحتفظ بها مبارك لتنميتها؟ أم هي تبرعات من هؤلاء الأبناء حبا ووفاء؟* بقاء الرئيس المخلوع في مصر ورفضه الخروج أثناء الثورة دليل شجاعة وثقة واقتناع بالبراءة كما يقول البعض، أم لأنه لم يتخيل أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة؟! سؤال للأذكياء فقط.* الحديث الغريب العجيب من أيتام مبارك حول العفو لأنه "رمز مصر" يفرض تساؤلا مهما: أيهما أبقى وأحق بالدفاع عنه مصر ذاتها أم رمزها؟! "قليل من العقل ميضرش".