«لا يزال الفلاسفة يسعون إلى فهم العالم لكن ما هو أهم من ذلك إيجاد آلية لتغيير العالم». كارل ماركس.

Ad

شهدنا ومازلنا نشهد الكثير من المتغيرات التي أعادت صياغة مفاهيمنا كباحثين نحو وضع الدول العربية ودورها في السياسة الدولية, أبرزها تنوع الثقافات وتداخل المفاهيم السياسية الجديدة الديمقراطية عربية كانت أو إسلامية، بالإضافة إلى ثورة الاتصالات والانتقال السريع للمعلومات.

وظهرت مصطلحات جديدة في عالم السياسة الدولية لتضيف ملامح جديدة للخارطة الدولية كالعولمة، والأمن الإقليمي، والاعتماد الاقتصادي المتبادل. وشهدت بعض الجامعات والمراكز البحثية سباقا في إيجاد النمط التحليلي المناسب لمواكبة المتغيرات، وتفسيرها طبقا للنماذج المتعارف عليها في السياسة الدولية كالمثالية والواقعية أو الثورية.

فاختار فريد هاليداي أستاذ السياسة والكاتب الشهير استخدام النسق أو المنحى «التاريخي» لتفسير أحداث الشرق الأوسط. وفضّل الباحثان احتشامي ورايموند النظرية الواقعية، وذلك لأهمية دور «الدولة» في العالم العربي.

وما إن برز في يناير الماضي مصطلح «الربيع العربي»، والانتفاضات التي عمت الشمال الإفريقي حتى وقع الأكاديميون والمختصون بالعلاقات الدولية في حيرة من أمرهم في كيفية التعامل مع المتغيرات الجديدة، فهل يكمن الحل بالعودة إلى النمط التاريخي، أم مركزية الدولة أم ابتداع نظرية جديدة؟

• خليجيا تركت المتغيرات الأخيرة أعباء على أجندة مجلس التعاون، أبرزها أعباء التغيير في اليمن، وصياغة بيان جريء ذي نقاط عديدة، أبرزها مطالبة الرئيس اليمني بالتنحي، واليوم تسعى المنظومة جاهدة إلى صياغة بيان حول سورية التي ستسبب في بروز هاجس أمني آخر في المنطقة، وقد يكون الوقت مناسبا لمناقشة مشروع الاتحاد الخليجي والتعرف على الآلية الاستراتيجية والتنظيمية له، فإن كان الاتحاد سيتفاعل مع الهواجس الأمنية الناتجة عن دول جوار الخليج في الشمال والجنوب، وبالتالي يشكل نقلة أمنية لدول التعاون، فالتوقيت باعتقادي مناسب.

• أما عربيا فقد مضى أكثر من ستين عاما، والقمم العربية تنتهي بالإجماع على «مدح» العمل العربي المشترك وتنقية العلاقات البينية, في الوقت الذي تجاهلت الأنظمة العربية مطالب الشعوب، واليوم تقف الجامعة في حيرة من أمرها أمام الأزمة السورية بعد أن أرسلت وفداً بعضوية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان, ووسط احتجاج الشارع السوري على مبدأ الحوار، وانتهاءً بمؤتمر دولي عقد قبل عدة أيام لأصدقاء سورية (أي أصدقاء الشعب السوري)... ولتمكين الجامعة العربية من إدارة الشأن العربي بشكل يتناسب مع الوجه الجديد للعالم العربي، فليس أمام الجهاز التنفيذي للجامعة إلا أن ينتفض انتفاضة إدارية، أي «ربيع إداري»، ويوفر الحلول التوافقية التي تضمن عملية الانتقال والبناء الديمقراطي الجديد, وحماية حقوق الإنسان.

فالنظام الإداري الجديد سيدعم أولويات العمل العربي في فترة ما بعد انتفاضة ربيع العرب، ويساهم في «هندسة» الأنظمة الديمقراطية الجديدة التي صاحبت فترة الربيع... ربيع التغيير!

كلمة أخيرة: انهالت رسائل التهنئة بالعيد الوطني وعيد التحرير عبر «تويتر» من المغردين الخليجيين، ولم يكن ذلك بغريب، فالكويت فعلا «قلب الخليج النابض».