بدأنا مرحلة جديدة من "الجمبزة" والضحك على الذقون بفتح باب الترشيح للانتخابات، وبدأ سوق الحراج وسوق الجمعة بعرض كل ما هو معطوب ومنتهي الصلاحية بعبارات منمقة تدغدغ عقول البسطاء والبلهاء ليشتروا بضاعة فاسدة "شفنا" من عينتها الكثير، وتضررنا وتضرر وطننا من استهتارها وموت ضميرها.
هل نعي الدرس أم نكرر ما سبق ونأتي إلى المجلس بمن يبيعنا في أول فرصة؟ وإن من يدفع اليوم ومن يأتي محمولا بمال وبوعود كاذبة لن يتورع عن القبض ونقض قسمه عند أول بادرة أو إشارة، وإن من يشتري صوتك لا بد أن يبيعك وإلا كيف يسترد ما صرف؟ومن يأتي على ظهر قبيلة أو طائفة فهو من بدايته يميز بين الكويتيين، فكيف يخدم قبيلته وطائفته دون أن يسيء إلى كل الآخرين؟ وهل من الحق والواجب أن نشجع التفريق بدلا من التوحيد؟ وهل نقبل بمصلحة خاصة على حساب الكويت مهما كانت المصلحة الخاصة؟ لماذا تحرم كفاءات من أبناء القبائل والطوائف تستطيع أن تخدم الكويت لمجرد أن مرشحا له سطوة وحظوة ومال يسنده بينما الكفاءات لا تجد من يسندها؟هل نتذكر كلام المرشحين القدامى-الجدد في حملات الانتخابات السابقة؟ وهل تتذكرون وعودهم و"طنطنتهم" عن التمسك بالدستور والقانون وحماية مصالح الشعب والذود عن حقوق المواطنين وحرياتهم؟ وهل تابعتم ماذا حدث لتلك الوعود عندما وصلوا إلى كرسي النيابة؟ وهل تتذكرون حماسهم وهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية وحماية المال العام والتصدي للفساد؟ كيف كان أداؤهم خلال الدورات والفصول السابقة عندما أصبحوا في قاعة عبدالله السالم؟كثير منهم لعب على المشاعر وأجاد الصراخ ولكن ثم ماذا؟ بعض النواب السابقين المرشحين حاليا أثار من القضايا ما يزلزل الأرض ثم ماذا؟ لا شيء، لا قرار بالمتابعة ولا لجنة تحقيق ولا حتى مطالبة بكشف ما ذكر.مجرد خطب جوفاء لم تحقق أي نتيجة، فهل لهذا انتخبناهم؟ وهل لهذا سنعيد انتخابهم؟مطلوب موقف وطني عام لتنظيف مجلس الأمة القادم من عار المليونيات والتابعين والخائفين والراكضين وراء المصالح الخاصة ومثيري الفتن وقليلي الأدب ممن ضجت قاعة عبدالله السالم بإسفافهم وكلامهم الخارج عن اللياقة والأدب.مطلوب فرز المرشحين على أساس الولاء للوطن والشعب والكفاءة والحكمة والتاريخ النظيف والالتزام بدستور البلاد. نريد نوابا لا يفرطون بحقوقنا مهما زادت إغراءات المال والسلطة و"الواسطة". نريد نوابا يدركون ويؤمنون بالوحدة الوطنية ويعملون على تمتينها وبناء وطن للجميع، نريد نوابا لنا لا نوابا علينا. فهل نعي الدرس؟
مقالات
مرحلة الجمبزة
25-12-2011