Ad

عندما يكون محور الارتكاز الشيخ عبدالله السالم حاكم الكويت ما بين 1950 إلى 1965 فمن المؤكد أن محاور الحركة ستكون واضحة، شفافة، لا يحدها أفق.

البحث والكتابة في وعن عبدالله السالم، هو بحث في الإمكانية، وهي كتابة عن الممكن، وهي نقيض متكامل لوصفة ميكيافيللي في كتابه الأمير، الكتاب الأكثر شهرة والأكثر تأثيراً على عقلية الساسة والسياسيين في التاريخ، هي الوصفة السياسية الأكثر تداولاً لكيفية الحكم. منهج ميكيافيللي وأميره المفترض، لم يكن فقط لآل ميديتشي، بل أصبح هو المنهج السائد في نمط الحكم.

«لابد أن يخافك الناس وأن يحبوك، وحيث إنه من الصعب الجمع بين الأمرين فمن الأفضل أن يخافوك على أن يحبوك». لعل عبدالله السالم كان استثناء لتلك القاعدة، فقد كان الناس تحبه فقط، كان يحكم بالطاقة الإيجابية، الحب، لا الطاقة السلبية الخوف.

غالبية حكام العالم يفضلون الخوف على الحب، غاية تبرر وسيلة، كما قال نيكولا ميكيافيللي في زمن غابر وأسس نهجاً تسلطياً، انتهازياً، وتبعه قطيع من السياسيين ومازالوا، ولعل نظرة غير فاحصة، بل نظرة سريعة لمحيطنا تكفي للاستدلال على ذلك.

اضطهاد رباعي

قد يبدو بسبب زخات إعلامية أن المعاناة في الصومال هي فقط بسبب المجاعة، والجفاف، إلا أن الحقيقة أشد وأقسى وهي معاناة لا تتوقف، فلئن كان الجوعى قد تعرضوا لمعاناة بسبب ظروف الجفاف والجوع، فإنهم يعانون منذ زمن بسبب استمرار الاقتتال سواء من الميليشيات المسلحة المتشددة وتعسفها في معاقبة الناس، أو من القوات الحكومية وتعسفها في اعتقالات عشوائية، أو من انتهاكات واغتصابات للأطفال والنساء في مخيمات كينيا وغيرها. لا يدرك الكثيرون أن ما يطلق عليه صفة مخيمات اللاجئين ليست إلا صفة مجازية، فتلك الأماكن على وضعها الحالي، هي سبة في ضمير الإنسانية، ووصمة عار على جبين البشر جميعاً، ليس الجوع وحده هو المشكلة، بل الدونية، وإهانة الكرامة، والعيش على هامش الوجود لحفنة من الناس بينما يتحدث البشر الراقون عن سعر الفائدة، وأثرها على اقتصادات التريليونات. العدالة مهما كانت جزئية هي المدخل الوحيد لاستقرار العالم.

* سأبدأ منذ اليوم جولة آسيوية قد تطول بعض الوقت، غير أني سأبذل أقصى ما تسمح به تكنولوجيا الاتصال للاستمرار في الكتابة.