تم منح جائزة نوبل للسلام هذه السنة لثلاث نساء هن على التوالي ليما غبويي وألين جونسون سيرليف، وهما من ليبيريا، أما الثالثة فهي توكل كرمان اليمنية والنموذج الناجح لتمثيل الثورات العربية.
وعلى الرغم من ملاحظاتنا على حيثيات الجائزة وبالذات الجائزة الخاصة بالسلام حيث يحدث فيها خلط حاد بالسياسة، فإن اختيار موضوع المرأة والسلام كان اختياراً موفقاً.فألين جونسون سيرليف هي رئيسة ليبيريا الحالية، كما أنها تخوض انتخابات شرسة احتدم أوارها لدورة جديدة، وحيث إنها قد تفوز أو قد تخسر إلا أنها تسلمت البلاد وهي مفككة بعد أن عبثت بها الحروب وعاثت فيها فساداً، ونجحت نسبيا في بث ثقافة السلم الاجتماعي، بعد المآسي التي خلفها كل من الزعماء المتعاقبين كصامويل دو وتشارلز تايلور ولعل إدراجها في الجائزة سيعطي انطباعاً جيداً عن دور المرأة السياسي في إفريقيا والعالم.أما ليما غبويي فقد أسهمت بشكل غير مسبوق في تعزيز التفاعل بين شرائح المجتمع الليبيري حيث أسهمت في توحيد جهود التقارب بين المسلمين والمسيحيين في ليبيريا.أما توكل كرمان فقد تصدرت الجموع في صنعاء وغيرها متحدية العنف المسلح، كما أنها استطاعت، من ضمن النمطية الثورية وكتل الشباب في اليمن، أن تصبح أحد أبرز المنادين بالديمقراطية، لكنها في كل الأحوال لم تندفع في تحويل الصراع إلى حالة عنف تقليدية، بل إن التحدي الأكبر أمام ثوريي اليمن كان في إبقاء الحراك الثوري اليمني في إطاره السلمي، فاليمن مدجج بالسلاح من رأسه إلى أخمص قدميه.جائزة نوبل للسلام كانت موفقة هذه المرة، فبدلاً من غوصها المعتاد في أحداث مثيرة للجدل نجدها قد دخلت في تعزيز قيم تحتاج إليها المجتمعات لكي تنهض وتنفض الغبار عن نفسها وتخطو خطوة إلى الأمام.
أخر كلام
المرأة والسلام
10-10-2011