إنها لعبة خطرة!!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك معلومات تم تداولها على نطاق محدود، بعد أن بدأت تركيا تُغيَّر موقفها إزاء ما يجري في سوريا، تحدثت عن أن النظام السوري، رداً على هذا الموقف التركي المستجد، قد أبلغ قيادة هذا الحزب المشار إليه ،الذي بعد طرده من سوريا في عام 1998 وإغلاق قواعده ومكاتبه انتقل إلى جبال منطقة مثلث تلاقي الحدود التركية - العراقية - الإيرانية، بأنه مرحبٌ بها وبحزبها مرة أخرى على الأراضي السورية وأنه بإمكانها العودة إلى قواعدها السابقة وبإمكانها استعادة مكاتبهـا القديمة في دمشق. إن التقديرات المبنية على حسابات «عقلانية» كانت تشير إلى أن الرئيس بشار الأسد ربما يلجأ إلى هزَّ هذه العصا أمام أنف رجب طيب اردوغان لكنه لن يستخدمها وذلك لأن احتضان حزب العمال الكردستاني التركي مرة أخرى واستخدامه لابتزاز تركيا وحملها على أن تلوذ بالصمت إزاء ما يجري في سوريا من مذابح سيواجَه برَدَّ فعلٍ حازم وحاسم وسيصل حتماً إلى استخدام القوة العسكرية.في عام 1998 كان رد تركيا على عمليات حزب العمال الكردستاني ،وكان عبد الله أوجلان يومها لا يزال «مستضافاً» في دمشق، بمثابة إنذارٍ عسكري حازم بأنه إن لم توقف سوريا تلاعبها بالأمن التركي وإن هي لم تغلق قواعد هذا الحزب على الأراضي السورية وفي وادي البقاع على الأراضي اللبنانية وتطرد قادته فإنه على الرئيس السوري أن يتوقع وصول الدبابات التركية وخلال ساعات إلى مدينة درعا على الحدود السورية-الأردنية والمعروف أن استجابة الرئيس السابق حافظ الأسد على هذا الإنذار كانت فورية وبلا أي تأخير.ربما أن اردوغان وزملاؤه قد يتساهلون في أي أمر آخر ما عدا هذا الأمر الذي يمس جوهر الأمن الوطني لبلادهم وبخاصة ،وهذا يجب أن تفهمه القيادة السورية جيداً، وأن تنحية كبار جنرالات الجيش التركي ،الذين كانوا يعتبرون أنفسهم استمراراً لمصطفى كمال «أتاتورك» وأنهم ضمان حماية تركيا وهيبتها من أي استهداف خارجي أو داخلي، قد تمت قبل أيام قليلة فقط بقرار شجاع وصل حتى حدود التهور اتخذه رئيس الوزراء بعد فوز حزبه ،حزب العدالة والتنمية، فوزاً كاسحاً في الانتخابات الأخيرة.