بين حاكم عادل وطاغية!
![تركي الدخيل](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1491377907467332200/1491377907000/1280x960.jpg)
فرق جلي بين حاكم يسهر على راحة شعبه، وحاكم يبحث عن وسائل لإبادته! لا شيء يمكنه أن يكسر نفس الإنسان مثل الذي الذي تحيطه به الأجهزة الاستبدادية العنيفة، التي تضرب بكل جبروتها كرامة الإنسان وتهينه في مراكز الشرطة، وتفرغ حياته من كل نعيم الحرية. إن حرية الحصول على الرغيف أهم مظاهر الحرية في عالم البشر. إن كرامة الإنسان مرتبطة برغيفه وبكرامة عائلته. تخيلوا أن تلك الديكتاتوريات التي انفصلت عن الشعوب تقوم باغتصاب الفتيات، ودخول البيوت وقتل الصغار والكبار، سفك ما بعده سفك، ثم يطالب الديكتاتور شعبه بأن يمتثل لأمره وأن يطيعه! هذا ضرب من الجنون والطغيان الذي سببته تلك الحكومات المتعجرفة. نستعيد اليوم نموذج الشيخ زايد لنعلم كم هي النعمة عظيمة أن تكون هذه البقعة بيد حاكمٍ وإن رحل فإن روحه التي ألهمت أبناءه من بعده هي التي منحت البلد قوته وصلابته وقدرته على أن يكون مركزاً عربياً في الحكمة والإدارة السياسية الذكية والحكيمة.«من ورّث ما مات» لهذا فإن الشيخ زايد ورّث أبناءه الذين تعلموا في مدرسته، وورث شعبه الذي عرف جيداً أن الشيخ من صنف الآباء الكبار والمعلمين والقادة الذين لا تموت أرواحهم بل تحضر في كل إنجاز، ومع كل قرارٍ حكيم. إنه المؤسس الذي تحافظ الأمة على استعادة ذكراه، كما تستعيد أمم الأرض آباءها الملهمين، إنها الذكرى الأثيرة التي لا نستعيدها أبداً للحزن والرثاء، بل للفخر والسعادة بأن منّ الله على هذا الشعب بعدالة الحاكم ولطفه.فرق كبير بين الحاكم الذي جعل نفسه جزءاً من شعبه، وبين الحاكم الذي جعل نفسه طاغيةً ضد شعبه، لقد علمنا زايد معنى أن يكون الحاكم فرداً من الشعب به ومنه وإليه، له ما له وعليه ما عليه، رحمه الله رحمةً واسعة.