ما يحز في النفس هو الثمن الذي دفعه عدد من الشباب نتيجة اقتحام أعضاء البرلمان للمجلس، ولكن في الوقت ذاته استعادت قوى شبابية واعدة طاقتها في ظل الأحداث، ومن يدري فقد يكون لها دور إصلاحي في المستقبل القريب؟

Ad

"إن إرادوا اتفاقية مثلها فنحن جاهزون"... الأمير سعود الفيصل حول الوضع السوري بعد نجاح الاتفاقية الخليجية اليمنية. (الشرق الأوسط العدد 12050- 25 نوفمبر 2011).

رغم إحاطة العالم العربي بحالة من الغموض السياسي فإنه لم يخل من الحراك السياسي على الصعيدين المحلي والإقليمي، فبعض الدول تترقب المبادرات الإقليمية وبعضها الآخر يترقب المبادرات المحلية، وذلك بسبب عولمة القضايا وتداخل الشأن الدولي بالشأن المحلي؛ لذا رأينا أن نستكمل متابعة تطور الأحداث في العالم العربي لهذا الأسبوع.

• لنبدأ بسورية التي باتت تشكل اختبارا لوزراء الخارجية العرب، بل لآلية الجامعة العربية ومقدرتها على صياغة مبادرة تحمي دمشق من سيناريو الحرب الأهلية، وتعرض الشعب لضغط العقوبات، ومازال البحث عن مخرج لصيغة ناجحة للمبادرة مستمرا.

• ثم مصر، وهنا نتساءل: ما سر اختلاط الأوراق بفترة ما بعد الثورة؟ ففي الماضي اتفقت التيارات على هدف واحد هو اختزال سوء إدارة البلد والفساد في شخصية الرئيس السابق مبارك، وما إن رحل مبارك حتى بدأ ماراثون الهيمنة على المشهد المحلي، وأصبح الكل يحلم بمصادرة أو اختطاف الثورة، فاكتظت الساحة بالإسلاميين والعلمانيين ومؤيدي التحديث والتغيير، وأصبحت الحاجة إلى العودة إلى إعادة تشكيل الواجهة الاستراتيجية ضرورة، ويدور الحديث همسا حول الحاجة إلى دور دول مجلس التعاون الخليجي في المرحلة المقبلة, والدور المنتظر هو مساعدة شباب مصر ولمَ لا فقد اعتبر الأسبوع الماضي أسبوعا جيدا للدبلوماسية الخليجية، وذلك بعد توقيع الرئيس اليمني على المبادرة الخليجية وخروجه خروجا لائقا، إذ أعاد للدبلوماسية الخليجية الثقة بالدور العربي المستقبلي المطلوب.

• أما البحرين، فقد طوت صفحة جديدة من خلال إعلان اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تقريرها الذي استغرق العمل به خمسة شهور بناء على قرار ملكي, ووعدت المملكة بإجراءات تحاسب المسؤولين عن استعمال القوة المفرطة، وإجراء تعديلات وإصلاحات والتعجيل فيها.

• وأخيراً المشهد السياسي في الكويت، فغياب الإصلاح الإداري في الحكومة والانقسام الحاد في البرلمان حول قضايا عديدة، آخرها قضية الإيداعات المليونية؛ الأمر الذي أشعل فتيل عدم الرضا الشعبي تجاه الحكومة، ومن ثم مقاطعتها ومقاطعة اللجان، وانتهت بحادثة العنف واقتحام المجلس.

ما يحز في النفس هو الثمن الذي دفعه عدد من الشباب نتيجة اقتحام أعضاء البرلمان للمجلس، ولكن في الوقت ذاته استعادت قوى شبابية واعدة طاقتها في ظل الأحداث، ومن يدري فقد يكون لها دور إصلاحي في المستقبل القريب؟!