تفضل عليّ أحد الأصدقاء بإعارتي كتابا بعنوان "الإبهام في شعر الحداثة"، والإبهام والمقصود هنا هو التعمية والغموض في النص، يتكلم عن شعر الحداثة والإبهام السائد فيه كونه يتجنب الوضوح التام، وهذا ما يراه البعض أنه من أهم ركائز جماليات الشعر بعكس أبي إسحق إبراهيم الصابي، فقد عد الغموض سمة "الشعرية الفاخرة"، وذلك بقوله "أفخر الشعر ما غمض، فلم يعطك غرضه إلا بعد مماطلة منه".
هذا الكتاب من تأليف الدكتور عبدالرحمن محمد القعود وصدر عن عالم المعرفة السلسلة الكويتية لكتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وبعد أن استجابت الجهات المعنية لعدة صرخات أطلقناها وكثيرا من الزملاء، وعينت أمينا عاما جديدا للمجلس، وهو الأستاذ علي اليوحة. كما نتمنى علي "اليوحة" تفعيل دور المجلس ونشاطاته بعد أن تم تجميده من قبل الأمين السابق، وإعادة الروح المسلوبة إليه، ومن ضمنها سلسلة عالم المعرفة التي كان يشرف عليها في أيامها الأخيرة الأستاذ الفاضل الدكتور محمد الرميحي، والتي بدأت انطلاقتها منذ ١٩٧٨م وبإشراف الأستاذ الشاعر أحمد مشاري العدواني آنذاك، وهو مؤلف النشيد الوطني الكويتي. العدواني تُرجم عدد من قصائده إلى اللغة الإنكليزية والفرنسية والصينية والإسبانية، كان له دور كبير في بدايات المسرح الكويتي مع زكي طليمات وحمد عيسى الرجيب، وكان هو صاحب فكرة تدوين الأمثال والحكم الكويتية التي قام بتنفيذها أحمد البشر الرومي. وكان شعره يتميز بالتهكم والسخرية على حال العرب، وكان ممثلا للكويت في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد تم اختياره لهذا المنصب في عام 1972، وفي يوم 18 فبراير 2009 أعلنت رابطة الأدباء الكويتيين اتفاقها المبدئي مع وزارة المواصلات على إصدار طوابع بريدية تذكارية تخليدا لذكرى رواد الحركة الثقافية، وكان هو من ضمن الأسماء المطروحة. كما غُني العديد من قصائده ومنها، أغنية "أرض الجدود" التي غنتها أم كلثوم، وأغنية "يا فرحة السمار" من ألحان حمد عيسى الرجيب وغناء عبدالحليم حافظ، و"يا ساحل الفنطاس" التي غنتها المطربة نجاة الصغيرة، و"يا دارنا يا دار" لحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم، فنتمنى ألا تضيع المعرفة وعالمها. *** "عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك، تجد كل شيء حولك قد تغير". د. وين داير.
مقالات
الإبهام والحداثة
04-06-2011