جليل حيدر تحية
![زاهر الغافري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1462211981272872400/1462211991000/1280x960.jpg)
يقدم جليل حيدر في قصائده ما يُشبه النشيد الجنائزي إلى بلده العراق انه نشيد احتجاجي ولامع، عبر صور شعرية، تتصاعد مثل الموسيقى وعبر مفردات ولغة تنهض صافية، ملتبسة بغموض شفاف وآسر، عمارة من الخيال الجامح، العنيد وجمالية تستنطق الأمكنة الهاربة والحياة المعجونة بالألم والخيبة، مع مسحة من المفارقات والسخرية السوداء، انها إضاءات تكشف عن مفاسد الواقع وإحباطات أجيال من المثقفين ونهاية الأحلام المغدورة، المدفونة في الروح. قصائد جليل حيدر تكشف عن طزاجة وتألق في المخيلة والمزاج، ومنذ بواكير أعماله الأولى يلمع المزاج المشاكس في قصائده، “قصائد الضد 1974″، “صفير خاص 1977″، “شخص بين الشرفة والطريق”، “حبر لليل، رحيل للمكان”، “السمندل”، “الضد والمكان”، “طائر الشاكو ماكو” حتى آخر أعماله الشعرية المطبوعة، “دائماً لكن هناك” إضافة إلى الترجمات التي قام بها بنقل شعراء سويديين أحبهم إلى العربية، يصف جليل حيدر الشاعر بـ”هذا الكائن المنهك بأحلامه، يُشير الى سبورة الأخطاء، مكتشفاً سهواً آخر، يتعثر به، انه أسلوب في الحياة يفتتن بأسرار الزهرة وبغموض الفجر وبابتسامة تبرق خلف نافذة قطار”. يتحدث الشاعر العراقي فاضل العزاوي عن قصيدة جليل بأن الشاعر يكتب عن العراق “في محاولة للوصول إلى ما هو أبعد من لوعة المشهد، انه يعيد رواية التاريخ لينقيه ويستحضر سحرته لينصب لهم مائدة في حديقة الليل حيث زمرة أشباح تلعب الورق في خرائب الماضي، يفتت الماضي شظية، شظية ليصنع من جلد التمساح بلداً، حيث تحتمي الأحاجي بالرواة والرموز تضيع عليه. ومع ذلك يمكن للذكريات نفسها، وهي كل حياته في بغداد، أن تطلق الأشباح نفسها من بئرها العميقة”.