أستغرب كثيرا ممن يحاولون عزل الثقافة عن السياسة، وهذا بوجهة نظري جانبه الصواب، لأن السياسة غالباً ما تدخل في كل شيء، والثقافة جزء من هذه الأشياء. وليس بعيدة عنا مواقف بعض المثقفين العرب مما يحصل في الدول العربية، ومناشدة البعض لهم عبر وسائل الإعلام، بل انتقاد صمت الكثير منهم حيال ما يحصل. قرأت في إحدى الصحف العربية خبرا مفاده أن "اللوبي الإسرائيلي" في بريطانيا، يضغط لمنع بعض المثقفين من المشاركة في مهرجان "الثقافة العربية"، وأن جمعية "أصدقاء إسرائيل" من حزب العمال، والأحرار الديمقراطيين، والمحافظين، لا تدخر جهداً في ذلك، بل أبلغت بعض سفارات الدول العربية والجهات البريطانية المشرفة على المهرجان بذلك... وليس ذلك فقط، بل أيضاً مهرجان الفيلم العربي، الذي يقام في نفس الفترة في ليفربول، بذريعة أنها ستشمل بعض المواد المعادية للسامية، مما يعد جريمة في أوروبا، وحضور بعض الشخصيات بنفس التوجه.
وفي سنة 2009 كان سيقام مهرجان "القدس عاصمة الثقاقة العربية"، فتدخل وزير الثقافة الإسرائيلي العربي غالب مجادلة، ومنع المهرجان، وكان موقف موفق خوري، الذي يدير ملف الثقافة العربية في إسرائيل منذ 1988م مترددا ولحفظ ماء الوجه فقط. فهم يؤمنون بدور الثقافة التاريخية بالذات في ترسيخ الوجود وتعزيز الحضارات، فنسف ثقافتك يعتبر نسفا لوجودك.وعن أي عزلٍ يتحدثون!*يقول المثل الإسباني: "على المرأه أن تحب زوجها كأنه صديق، وأن تخشاه وكأنه عدو، إذا خفضت صوتها فهي تريد شيئاً، وإذا رفعت صوتها فهي لم تأخذ ذلك الشيء".
مقالات
الثقافة والسياسة
18-06-2011