أستكمل حديثي السابق بشأن موسم الحج هذا العام، الحقيقة من الأمور التي لفتت الأنظار ارتفاع قيمة النقل من المناسك وإليها، حيث إن توقف السيارات في الازدحام "الباصات الكبيرة وغيرها من المركبات المتوسطة" جعل بعض الحجاج يستقلون وسيلة نقل أخرى أخف وأسرع، وهي الدراجات النارية التي استغل أصحابها الحجاج بأسعار غير معقولة.

Ad

والشيء بالشيء يذكر فأنا أتمنى أن تنتبه الحكومة السعودية إلى استخدام هذه الوسيلة الخفيفة والفعالة التي من شأنها تسهيل وتذليل صعوبات كبيرة في مجال نقل الحجاج بين المناسك، لا سيما أن المسافة بينها ليست ببعيدة، وأيضا لو تتم الاستفادة من بعض وسائل النقل الصغيرة جدا "بانشي مثلا" لنقل الحجاج من متوسطي العمر والقادرين برسوم رمزية، فهذا العام شاهدت تلك المركبات الصغيرة تؤدي دورا فعالا لا يمكن الاستهانة به.

أيضا من الأمور اللافتة والتي سمعت عنها من ثقاة أن المرشدين الدينيين "وهم من كبار مشايخ الكويت" في إحدى الحملات الكويتية الكبيرة قد أصدروا فتوى تعفي الحاج من واجب "طواف الوداع"! واستحباب "دفع الدم" بدلا عنها، وجاء في الفتوى أن من لم يدفع "الدم" فلا بأس عليه، لكنه مستحب.

ظروف هذه الفتوى أنه نظرا للتسهيلات الممتازة التي قدمتها الحكومة السعودية في كل المناسك مما جعل الحجاج يؤدونها بسهولة ويسر، فقد بقيت الصعوبة الوحيدة والمشقة والازدحام الهائل في "الحرم"، لذلك وفي ثالث أيام العيد وبينما الحجاج قد رموا جمرة العقبة الكبرى فقد تعجل أغلبية الحجاج للذهاب إلى الحرم لأداء واجب "طواف الوداع" مما سبب ازدحاما هائلا، حتى إن الساحات الخارجية للحرم لم تعد تتسع.

ونظرا لوجود نساء وعجائز وشيوخ من كبار السن ضمن الحجاج، وأيضا لقيود وضغوط حجوزات الطيران لكثير من الحجاج، وقبل ذلك الخطر الداهم على الحياة، وبعد أن وقف المرشدون الدينيون للحملة المذكورة على الوضع بأنفسهم فقد أصدروا هذه الفتوى التي أسأل الله جلت قدرته أن يجعلها في ميزان حسناتهم.

الكلام كثير والأجواء إيمانية عطرة والإيجابيات تكاد تنسينا قليل السلبيات من فضل الله عز وجل، أسأل الله أن يجزي الحكومة السعودية الشقيقة كل خير بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي المضياف على حسن الإدارة، وكرم الاستقبال لحجاج بيت الله الحرام، وجعلها الله في ميزان حسناتهم، "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".