"هلأ لوين" هو فيلم لبناني من إخراج وتمثيل المبدعة دوما نادين لبكي، تحكي قصة الفيلم عن قرية صغيرة معزولة في لبنان يسكنها مسلمون ومسيحيون متعايشون بسلام مع بعضهم رغم ماض حزين بسبب تعرض شباب القرية للقتل.

Ad

قاموا بتركيب تلفزيون في القرية، حيث يجتمعون لمشاهدته سويا، ولكن تندلع نار الطائفية من حوادث صغيرة، وبسبب الأخبار التي تردهم من خارج القرية عن تبادل إطلاق النار بين المسلمين والمسيحيين, تنقلب الحال من قرية يسودها التآخي والسلام إلى قرية تملؤها المشاحنات التي تبدأ من أبسط الأشياء وتنتهي بالعراك المستمر بين المسلمين والمسيحيين.

ولكن نساء القرية بجميع الأديان كانت تربطهن علاقة وثيقة، فعلى الرغم من كل الخلافات التي تجري كن يفكرن بطريقة للمّ الشمل، فحطمن التلفزيون وحرقن الجرائد، وأخيرا أحضرن راقصات من أوروبا الشرقية ليتم تشتيت انتباه رجال القرية عن المشاكل التي أخذت طابعا طائفيا.

وعلى الرغم من ذلك استمر القتال داخل القرية وخارجها، مما جعل النساء يتآمرن على رجالهن الذين قاموا في الصباح ليجدوا أن المرأة المسلمة تحولت إلى مسيحية والعكس صحيح، إشارة إلى أن المشكلة أصبحت في بيتك، فهل ستقاتلني وأنا زوجتك؟

أحداث الفيلم بسيطة لكنها عميقة، والرسائل التي يحويها عميقة ومؤثرة، وتحتاج منا إلى وقفة.

الوضع لا يختلف كثيرا في الكويت، فنار الطائفية والعنصرية والنزاعات السياسية أصبحت موجودة حتى في البيت الواحد، فإن لم تكن معي فأنت عدوي، ولم نتعلم بعد في العالم العربي أن نتعايش مع بعض رغم اختلافاتنا.

في النهاية كلنا نحب أوطاننا، فمن يعتبر نفسه معارضا فهو محب لوطنه ومن يعتبر نفسه حكوميا فهو محب لوطنه، ومن لا ينتمي إلى أي فريق فهو مثلي يحب وطنه ويتمنى أن تتحسن الأمور قريبا.

هل ستحتاج النساء إلى زرع الحب بين أفراد الوطن كما فعلن بـ"هلأ لوين"، أم أن الحروب باتت مرتبطة بالرجال، والسلام هو رمز للمرأة؟ وهل لنا أن ننشر السلام أيتها الأم والأخت والمربية بين أسرنا وأحبتنا؟ أحلم كثيرا بذلك.

قفلة:

أتمنى من الرقابة أن تتسامح في عدم تقطيع المشاهد، طالما أنها غير مخلة بالأخلاق، فكثرة الحذف غالبا ما تجعل من قصة الفيلم مبهمة وهذا مع كل أسف ما يحدث في دور السينما في الكويت، وحين نضطر لشراء الفيلم غير مقطع نكتشف أن تقطيع الأجزاء لا يستحق ذلك، ومنا إلى شركة السينما الكويتية التي تقطع لأسباب تجارية أحيانا.