من استطاع إليه سبيلاً

نشر في 05-11-2011
آخر تحديث 05-11-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي يصادف هذا اليوم المبارك يوم "عرفة"، وهو يوم الحج الأكبر، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من حجاج بيته الحرام، وأن يعين من لم يستطع أداء فريضة الحج.

من فضل الله ورحمته أنه جعل الاستطاعة هي سبيل المسلم في أداء هذه الفريضة المباركة، مع أن الحج هو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، حيث قال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، فما أعظم فضل الله، وما أوسع رحمته جل جلاله.

نحن في بلادنا نعيش في رخاء وخير، ومن المؤسف أن نجد قادرا على أداء هذا الركن الإسلامي ولا يؤديه بلا سبب مقنع؛ مع أنه لو كان الأمر "رحلة سياحية" إلى إحدى الدول لما تأخر!

ومن الأمور التي أبهرتني حين علمت عن عامل آسيوي فقير شبه معدم ماليا، قد أدى هذه الفريضة، عامل لا يتعدى راتبه الشهري سبعين دينارا، استغل وجوده في بلادنا خير استغلال واستطاع أداء فريضة الحج فلله دره! والمشكلة أن كثيرا من الناس توجد في أذهانهم فكرة سلبية عن كيفية أداء هذه المناسك المباركة بأنها مشقة كبيرة وتعب عظيم مع أنها أعمال مباركة ونسك طيبة وعبادات أجرها عند الله كبير أساسا، والحكومة السعودية- بارك الله فيها- جعلت أداء مناسك الحج في هذه السنة وكأنك في "سياحة"، بداية من قطار الحج الجديد وتوسعة الجمرات وتوسعة الحرم والطرق والأنفاق الكثيرة والجسور، وحتى التنظيم الممتاز لأفواج الحجاج  في عرفة ومنى ومزدلفة.

"نعمتان لا يشعر بهما الإنسان إلا حين يفقدهما وهما "الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان"، فنحن نعيش أوقاتا ذهبية لا تعوض ودوام الحال من المحال اليوم، فأنت حي ترزق وغدا تحمل في كفن... وأنت اليوم غني وغدا الله أعلم.

وأستذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يارسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: "لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور".

اللهم اجعلنا من حجاج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ويسر الأمر لولاة أمورنا، ووفقهم وارزقهم البطانة الصالحة.

back to top