يعتقد البعض أنه شجرة باسقة، فلا يستطيع إلا أن يعيش تحت الأضواء حتى لو كان طحلبة نبتت في قاع محيط مظلم، أو عاشت على أشعة ضوء بسيطة لا ترقى إلى أن تسمى أضواء، فيتصرف على هذا الأساس دون أن يشعر أنه لا شيء يذكر. صدمنا للتحول المفاجئ بخط أحد الزملاء عندما وضع وبكل قبح الشيعة في مواجهة القبائل، وبدأ بتوزيع صكوك الرجولة بين هذه الفئة وتلك ليستثير حميتهم، وليشعر وهو على كرسيه بأنه قد ركب "نعامة الحارث بن عباد"، وأن قلمه ليس بقلم، بل هو يد كليب أو حتى لسان البسوس، فهو يريد أن يشعل حرباً حاله كغيره ممن يتكسب على الفتن، ويصعد على ظهور المتنازعين، فهل كان الزير سيصبح بشهرته الحالية لولا حربه التاريخية؟ إن نشر شعور المظلومية واستجداء النزعات الطائفية والقبلية والاجتماعية هو تكتيك معروف لتوحيد فئات ضد أخرى، ولتختار كل فئة أشرس من فيها وأهوجهم ليكون المدافع عنها، ولنا في نتائج الدائرة الأولى من سقوط لعقلاء السنّة والشيعة وأصحاب الطرح المعتدل مثال، ويبدو أن نجاح التكتيك في الانتخابات الأخيرة بدأ يدفع البعض إلى تكراره. الزميل "العنصرجي" لم يعرف كيف يكون عنصرياً طبيعياً فلم يختر نقيضين، بل اختار طرفين لا علاقة لهما ببعض الشيعة والقبائل متناسياً أن هناك شيعة من أبناء القبائل أم أن المسألة أن من يكون شيعياً لا يكون ابن قبيلة؟ على الرغم من محاولة "العنصرجي" إيقاد نار الفتنة فإن الردود المستنكرة لفعلته من أبناء القبائل كانت أمطار خير أطفأت ناره، وأعلمتنا أن الأمل مازال موجوداً بزراعة هذه الأرض، ويبدو أن نار الفتنة هذه المرة أحرقت صاحبها فقط. ختاماً، رسالة أحب أن أوجهها إلى المغردين: وجود الآلاف من المتابعين لك على "تويتر" لا يعني أنك تملك جيشاً مطيعاً تحركهم بجرّة قلم أو بتغريدة سريعة، أو لنقل "بنعقة أو نهقة" طائفية كانت أو عنصرية... وأن من يريد للحروب أن تستمر كي يتكسب من ورائها ويشفي غليل ثأر قديم أو نقص في نفسه فليتذكر نهاية الزير سالم.
Ad