صباح الأمان!

نشر في 09-12-2011
آخر تحديث 09-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 د. حسن عبدالله جوهر قرار الحل الذي اتخذه صاحب السمو الأمير يختزل حجم الحكمة السياسية والخبرة العميقة وبعد النظر الذي يتمتع به سموه، فقد اشترى سموه استقرار البلد ونزع فتيل نار الفتنة المتوقدة فيه، واختار أن ينحاز إلى الشعب الكويتي ويحمله مسؤولية مشاركته في وضع لبنات المرحلة القادمة في إطار الدستور وانطلاقاً من الحوار المباشر والصريح مع مختلف الكتل البرلمانية والتيارات السياسية.

شخصياً كنت أتمنى بقاء مجلس 2009 لحين الكشف عن الحقيقة في قضية الإيداعات المليونية لبعض النواب، وما ألحقته هذه الفضيحة من وصمة عار على جبين السلطة التشريعية، خصوصاً بعد أن عرف بعض المرتشين، وكنا بانتظار الراشي على أحر من الجمر.

والأدهى من ذلك أنه لا تزال هناك ملفات لا تقل خطورة أو فضيحة فيما يتعلق بالثراء الفاحش للبعض في غضون شهور قليلة، سواءً في ملفات العقار أو التحويلات الخارجية التي قد تزيد قيمتها النقدية على الأرصدة المليونية؛ لأن هناك من هم أكثر ذكاءً، فلم يودعوا "الكاش" في البنوك، إنما استبدلوها بالعقار أو في أرصدة خارجية.

ولذا أتمنى من رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ورغم حل مجلس الأمة، أن يأمر وزيري العدل والمالية نشر إجاباتهما عن أسئلة النواب أحمد السعدون ومسلم البراك وعادل الصرعاوي أمام الشعب الكويتي؛ تبياناً للحقيقة وانطلاقاً من مبدأ الشفافية، وكهدية للناس ترمز إلى جدية ومصداقية الحكومة في محاربة الفساد. أما قرار الحل الذي اتخذه صاحب السمو الأمير فيختزل حجم الحكمة السياسية والخبرة العميقة وبعد النظر الذي يتمتع به سموه، فقد اشترى سموه استقرار البلد ونزع فتيل نار الفتنة المتوقدة فيه، واختار أن ينحاز إلى الشعب الكويتي ويحمله مسؤولية مشاركته في وضع لبنات المرحلة القادمة في إطار الدستور وانطلاقاً من الحوار المباشر والصريح مع مختلف الكتل البرلمانية والتيارات السياسية.

وقد أثلج صدري وبكل فخر وتواضع أنه عندما اتصلت بالأمس بالسفير أحمد الفهد لطلب موعد للتشرف بمقابلة صاحب السمو، حيث لم تدعُني الكتل البرلمانية التي حظيت بلقائه للحضور معها، أفاد مشكوراً بأن سموه قد أمر مبكراً بدعوة النواب المستقلين فرداً فرداً للتشرف بلقائه مع مطلع الأسبوع القادم، ولم يزدني ذلك إلا يقيناً بأن والد الجميع يقف على مسافة أبوية متساوية مع الجميع.

ولذا فإن من أهم الواجبات الوطنية والتاريخية أن تكون الكلمة المخلصة والتشخيص الوطني وفق المصلحة العامة، في المقابل، بمحضر سموه وبكل أمانة وصدق وصراحة، ففي ذلك تكمن البطانة الصالحة وتتجسد حقيقة مد العون والطاعة في بناء مستقبل هذا البلد للجميع، هذا البلد الذي يمتلك كل مقومات النجاح بل أسرعها على الإطلاق، ويتسع للكل بأن يعملوا من أجله، وأول متطلبات هذا النجاح إذابة الحواجز الجليدية التي بناها وصنعها الكثير منا بقصد أو بدون قصد، أو بحماسة وعاطفة مذهبية، أو بتعصب فئوي وطبقي، أو بسبب صراع على مصالح فردية وضيقة، والتي أثبتت لنا جميعاً أنها سوف تجرح كل المشاعر وتدمي كل القلوب ويدفع ثمنها الجميع.

وفي جميع اللقاءات التي جرت على مدار هذا الأسبوع بين سمو الأمير وبشكل قاطع بأن المرحلة القادمة سوف تكون بفرض القانون واجتثاث جذور الفساد ومؤسساته ورموزه في أي موقع كانوا، ولعل هذا هو المدخل الحقيقي لمواجهة معظم مشاكلنا المزمنة، وتعثر مسيرة بلدنا، فلنسر معاً على هذا الضوء الأخضر، ولنستوعب الدرس بأن جميع الأنظمة العربية التي سقطت أمام رياح الربيع العربي والزحف الشبابي كان الفساد هو العلة المزمنة والمشتركة بينها، وهذا ما لا نرضاه لبلدنا الذي طالما كان متميزاً وجميلاً وهكذا يجب أن يكون دائماً.

back to top