في كل زمن يعاصره مجموعة من الناس لا بد من انعكاس أحداثه على نفوس معاصريه، ومن انعكاسات الزمن هذه، نشأت حركة تسمى "الدادائية"، خلال الحرب العالمية الأولى، عندما أعلن الشاعر تريستان تزارا ولادتها، في زيوريخ عام 1916.
يعتقد البعض أنها كلمة عبثية لا معنى لها، بينما البعض يرى أنها نشأت نتيجة الاستخدام المتكرر عند ترستان تزارا ومارسيل يانشو، وهما من رومانيا، لكلمة "دا، دا"، وهي كلمة رومانية تعني "نعم، نعم".انتشرت الدادائية إلى فرنسا وأقطار أخرى، وبلغت ذروتها في عام 1919، ولكن سرعان ما أخذت تنحدر نتيجة الصراعات الداخلية الحادة من جهة، وبسبب موقفها الرافض والمناهض لكل شيء حتى نفسها، من جهة أخرى، مما حال دون فرصة تطورها واستمراريتها.كانت حركة ديناميكية، مفعمة بالحيوية والنشاط، لكنها أيضاً نتاج روح عدمية أفرزتها الحرب، كانت حركة فوضوية، عدوانية، عبثية، ترى ألا شيء يستحق أخذه على محمل الجد، وأن كل شيء زائف.والدادائيون جماعات من الأدباء والفنانين الشبان المتمردين على كل شيء، سعوا إلى ممارسة الهدم على مختلف الصعد، فدعوا إلى إلغاء كل التقاليد والمدارس الأدبية والفنية، القديمة المتكرسة، هاجموا المنطق الذي ثبت لهم أنه الأساس المأساوي للفعل، كانوا يرون أنه مادام العقل والمنطق قادا البشرية للحرب وأهوالها، فإن الطريق الوحيد للخلاص يكمن في رفض المنطق والقبول بالفوضى واللاعقلانية، هاجموا الفن والثقافة والقيم الدينية، بل هاجموا المجتمع من خلال "الفضيحة" والأعمال المخزية.الجدير بالذكر أن كلمة "dada" في القاموس الفرنسي يطلقها الطفل على الحصان الخشبي.ملاحظة: استقي هذا المقال من كتاب "السوريالية".
مقالات
الدادائيون
17-03-2012