بعد أن انقشع الغبار الطبيعي عن أجواء الكويت ببشارة المختصين بعلم الأجواء، وانقشع كذلك الغبار السياسي وتوقفت الاستجوابات والمشاحنات السياسية وتأجل التأجيج إلى دور الانعقاد القادم وهدأت الأمور، أصبح من الضروري أن تتفرغ القيادة السياسية لتقييم شامل لحصيلة أحداث العام الماضي، ويجب أن تتعرض تلك الدراسة وذلك التقييم لكل عناصر المشاكل  السياسية، ولا تترك جانباً منها خاصة الصراع الذي ظهر على السطح بين بعض البارزين في الأسرة والصراع بين المجلس والحكومة، ودور الإعلام الخاص في تذكية تلك الصراعات، كذلك يجب ألا نغفل الادعاءات الكثيرة بوجود دور خارجي سلبي يحاول اللعب على خط الصراعات وبخاصة الطائفية منها ولعل هذا لو ثبت فسيكون الأخطر والأكثر تأثيراً.

Ad

إذا كانت الكويت قد تحملت السنوات الماضية كل تلك الصراعات الشريفة وغير الشريفة فإن استمرارها سيكون وبالاً على الدولة ومسيرتها نحو التنمية والازدهار، خاصة ونحن نعيش في ظروف غير مسبوقة من عدم الاستقرار وخروج الشعوب العربية إلى الشارع طلباً للحرية وسعياً إلى الخلاص من ظلم حكامها وجبروتهم.

إن الفرصة مواتية في قادم الأيام لإعداد تلك الدراسة فقد استنزفت تلك الصراعات أوقاتاً ثمينة من الدولة، كان يمكن أن تستثمرها في تقديم منافع كبيرة للوطن والمواطنين، كما أنها استنزفت أيضاً أموالاً طائلة تمثلت في قوانين وقرارات انتخابية وترضوية ولعل أقرب مثال عليها الزيادات غير المبررة للكوادر المختلفة والتي حملت الدولة مبالغ كبيرة جداً وستستمر إن لم تضع القيادة حداً لها وبطريقة تحقق نوعاً من العدالة بين المواطنين.

الوقت قصير نعم، لكن الأمر حتمي ولا يحتمل التأخير، فالوضع أخطر مما يتصوره البعض، والحل ليس في تجميع أرقام للتصويت هنا أو هناك... إنه استقرار الدولة، وهيبة الحكم ورسوخ الولاء.