معارك مع بقايا النظام في باب العزيزية وبعض «الجيوب»... والبحث جار عن القذافي
لم تلب "الملايين" التي لطالما دعاها العقيد معمر القذافي لـ"تطهير ليبيا من الجرذان" النداء الذي وجهه الأخير أمس، إذ انهار نظامه أمام الثوار القادمين إلى طرابلس التي انتفض سكانها، لتتحقق بنجاح عملية "فجر عروس البحر".فبعد 42 عاماً من حكم ساده الطغيان والظلم وكثير من الجنون وحرم الشعب الليبي من مقدرات بلاده، وبعد نحو ستة اشهر من انطلاق الثورة في 17 فبراير الماضي، حلّت على الليبيين ليلة "فتح طرابلس" وسقوط نظام العقيد معمر القذافي الذي بقي مصيره حتى مساء أمس مجهولاً.ودخل الثوار ليل الأحد/الاثنين من كل الجهات إلى العاصمة التي انتفضت خلايا المعارضة النائمة فيها، في حين انكفأت كتائب القذافي للدفاع عن منطقة باب العزيزية، مقرّ إقامة العقيد الأساسي في العاصمة، وبقيت بعض الجيوب القليلة لقوات النظام تقاتل في بعض الشوارع، محاولةً دون جدوى وقف طوفان مقاتلي الثوار الذين تدفقوا أمس إلى العاصمة من كل أنحاء البلاد.وفي ظلّ استمرار القتال بين الثوار وكتائب القذافي، أفادت مصادر من المعارضة بأن خميس ابن العقيد، يقود قوة دبابات عسكرية خرجت من باب العزيزية تتجه صوب وسط طرابلس.وكذلك، أفاد مراسل صحافي بمشاهدته شاحنات تنقل ثواراً ليبيين فضلاً عن سيارات ومركبات أخرى تتوافد من غرب ليبيا على الساحة الخضراء التي أطلقوا عليها اسم "ساحة الشهداء" في وسط طرابلس.في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحافي عقده أمس أنه ما زال من الصعب القول هل فرَّ القذافي من البلاد أم لا يزال في باب العزيزية، مضيفاً: "نريد القبض على القذافي حياً لتقديمه لمحاكمة عادلة".وذكر أن "لحظة النصر الحقيقية ستكون عند القبض على القذافي، إنني أتخوف من بعض التصرفات الخارجة عن أوامر قيادات الثوار"، رافضاً "أي عمليات انتقام واغتيال خارج القانون"، مشيراً إلى أن "أي تصرفات من هذا النوع ستدفعني إلى الاستقالة".وكان مسؤولون في "المجلس الوطني الانتقالي" أعلنوا اعتقال اثنين من أبناء الزعيم القذافي، هما سيف الإسلام والساعدي، في طرابلس، بينما البحث جار عن "العقيد".من ناحية أخرى، توقع مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، ممثل "المجلس الانتقالي" في القاهرة، السفير عبد المنعم الهوني لـ"الجريدة" أن يكون القذافي مُختبئاً في باب العزيزية، مشيراً إلى أن معسكر باب العزيزية تبلغ مساحته نحو 15 كيلومتراً مربعاً، ويتسم بالتحصين الشديد، ويُقال إنه توجد فيه مدينة كاملة تحت الأرض".ودعا الهوني شباب الثورة الليبية إلى عدم التسرع ومداهمة باب العزيزية بدون التجهيز اللازم، قائلا: "إننا لا نريد المزيد من الخسائر البشرية"، متوقعاً أن يتم القبض على القذافي وعبدالله السنوسي وغيرهما من رموز النظام.إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني محمود جبريل لزيارة باريس غداً، وحثّ الشعب الليبي على التصالح والاتحاد.(بنغازي، طرابلس - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
دوليات
ليبيا تطوي 42 عاماً من الظلم والطغيان


23-08-2011