الملتقى الثقافي الجديد

نشر في 04-03-2012
آخر تحديث 04-03-2012 | 00:01
 ناصر الظفيري فكرة الملتقيات الثقافية أو الصالونات الأدبية ليست فكرة سيئة، بل على العكس فكرة حضارية وسمة تميز المجتمعات التي تتبنى الحركات الأدبية. ويحتاج المثقفون في كل بلد الى هذه التجمعات التي يتداولون من خلالها شؤونهم الثقافية وكتاباتهم وقراءة أعمالهم وتواصلهم من خلال هذه التجمعات مع زملائهم من المثقفين العرب. وما يميز الملتقيات الأدبية والثقافية هو ابتعادها عن الصفة الرسمية مقارنة بالهئيات الرسمية التابعة للدولة، والتي تتلقى دعمها وشروط الانتساب اليها وتخضع في برامجها إلى قوانين جمعيات النفع العام أو وزارة الإعلام أو الثقافة في بعض البلدان.

رابطة الأدباء في الكويت تمثل أدباء الكويت كما تمثل بقية الروابط والاتحادات في الدول العربية أدباء هذه الدولة أو تلك. وهي، أي الرابطة، التي تمثل الأدباء الكويتيين في اجتمعات اتحاد الكتاب العرب والتي ترشح بعض منتسبيها للاشتراك في الفعاليات التي تقوم بها الجهات الرسمية وأحيانا غير الرسمية لإظهار الوجه الثقافي للبلاد وطبيعة الحركة الأدبية ومستوى نتاج الأديب الكويتي مقارنة بزملائه العرب. وذلك حق من حقوقها لا نستطيع أن نجادلها فيه طالما أنها الممثل الشرعي والمنتخب لأدباء الكويت. وما نحن بصدد مناقشته هو الملتقيات التي لا تجد في هذه الرابطة ممثلا شرعيا لأسباب تنظيمية وقانونية. فالرابطة لا تقبل في عضويتها الأدباء البدون أو الأخوة العرب المقيمين على أرضها بغض النظر عن مدة الإقامة. ورغم أن اسماء كثيرة من الأدباء العرب عاشوا حياتهم حتى رحيلهم في الكويت دون أن يمنحوا فرصة الانتماء ولو كأعضاء عاملين لا فاعلين في الرابطة.

كان الأمر في حاجة الى وجود ملتقيات بديلة يمكن لهؤلاء الأدباء من خلالها أن يطرحوا أعمالهم ويناقشوها ويلتقوا بزملائهم زوار الكويت من أدباء ونقاد والتواصل مع ناشطين في النشر والأدب لطباعة أعمالهم وتسويقها. وكانت المفارقة أن يتفوق هذا العمل غير المدعوم ماليا والذي تسانده بعض الجمعيات مثل جمعية الخريجين بتوفير مكان أسبوعي للملتقى على العمل الرسمي. وهو تفوق طبيعي نظرا لاختلاف النتاج الأدبي بين أعضاء الرابطة والأخوة العرب والبدون خصوصا بعد انضمام مجموعة من الشباب الكويتيين المخلصين للأدب وللفكرة الثقافية الجادة والبعيدة عن هيمنة السلطة وبيروقراطيتها الى هذا الملتقى. وانتماء هؤلاء الشباب الكويتيين الى زملائهم جاء ليضفي طيفا ثقافيا جميلا على أطياف النتاج المطروح من بقية الزملاء.

الملتقى الثقافي الأخير والذي تم تشكيله من قبل الزميل طالب الرفاعي وبقية الأسماء التي نشرت مؤخرا هو أحد الملتقيات الجديدة التي ستقوم بتعميق جرح المؤسسة الرسمية للأدباء ممثلة برابطة الأدباء لسبب مهم، هو أن جميع الأسماء من الأخوة الكويتيين، ويضم في الغالبية وجوها شابة كانت الرابطة في حاجة الى جهودها لتحسين مستوى أدائها، ولكي يتم تأهيلها لتأخذ دورها بدلا من الجيل السابق والذي سيترك الساحة لسبب أو لآخر. وهو ملتقى اذا ما كتب له الاستمرار والنجاح فسيكون بديلا غير معلن للرابطة في المستقبل. فإذا كان للأخوة العرب والبدون سبب وجيه في ايجاد ملتقى يضمهم ويحتوي نتاجهم فإن سبب وجود هذا الملتقى هو اشارة قاسية الى أن الرابطة عجزت عن تحقيق طموح أعضائها والمنتمين إليها.

أنا شخصيا أبارك للأخوة خطوتهم لإيماني التام بأن العصر الحالي هو ليس عصر المؤسسة الثقافية الرسمية وانما عصر العمل الخاص وأن انتماء الأدب لوزارة الشؤون في القرن الحادي والعشرين غير مبرر على الاطلاق. وكما نجح ملتقى الثلاثاء منذ بدايته أتمنى النجاح للملتقى الثقافي وأتمنى أن يقبل بزملاء عرب وبدون تأكيدا لفكرة أن الأدب لا جنسية له وحتى لا يكون رابطة أدباء رسمية جديدة.

back to top