راجت شائعة غير دقيقة حول أن عشرة آلاف سيدة سعودية وجهن خطاباً إلى السيدة هيلاري كلينتون يناشدنها التدخل والضغظ على الحكومة السعودية لتسمح للمرأة السعودية بأن تقود سيارتها بنفسها. كان من الطبيعي أن يعتبر التيار التشدد في هذه الخطوة كعادته دليل خيانة بعد أن كانت هذه المطالبة بدون هيلاري علامة من علامات قلة الحياء والدعوة إلى السفور والفجور، وكان من الطبيعي أيضاً أن يطالب أصحاب هذا التيار بمحاكمة هؤلاء النسوة على جريمة الخيانة. ما كان غير طبيعي هو أن يخرج التيار الليبرالي من يستخدم نفس اللغة لغة التخوين من الإعلاميين الليبراليين أحدهما رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط والآخر مساعده.

Ad

رئيس التحرير طارق الحميد استطاع التيقن من الإشاعة وردّ صحتها لكنه وافق على درجة الخيانة فيها، أما مساعده فقد وافق على ضلالتها وروحها وخون عشرة آلاف من مواطناته، فكيف استطاع رئيس التحرير أن يكتشف حقيقة الخبر، بينما مساعده لم يفلح. الحقيقة تقول إن موقعاً أميركياً نشر خطاب مناشدة للسيدة كلينتون ووقع عليه أو انضم إليه عشرة آلاف سيدة من أنحاء العالم بنشاط السيدة كلينتون في دعم حق المرأة السعودية من منطلق أنها امرأة، ومن منطلق دعمها النسوي لحقوق المرأة، ولم يكن الهدف منه كما قيل الاستقواء بالحكومة الأميركية ولا لتوجيه الخطاب إلى أوباما، وقد خرجت كلينتون بعد إجرائها مكالمة مع الفيصل وزير الخارجية السعودية متجاورة مع هذه المنشطة بقولها إننا ندعم الوقوف بجانب حق السعوديات، وتؤكد أنها تتحدث باسمها الشخصي لا باسم الحكومة الأميركية، وأن هذا المطلب هو مطلب داخلي كما أرادته السعوديات، ولا تعتبر هذه المساندة تدخلا في شؤون السعودية الداخلية لكنه دعم. ونقول بجانب مطالبة السعودية بحقها إن اللجوء إلى سلاح التخوين هو تهرب من تلبية واستحقاقات، لكن أن تساهم قيادة الرأي العام في ترويج هذه التهم والموافقة عليها فإن هذا قد يعني خسارة كبيرة اسمها بيع حق النساء في سوق المزايدات.