هل تمخض الجبل فولد لجنة مؤقتة؟
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
لست هنا أحاول أن أكون متشائماً، أو أن أضع العصا في عجلة جهود الحل، بل على العكس من ذلك تماماً، فأنا من أكثر من يتمنون علاج القضية بأسرع وقت ممكن، وبأي طريقة ممكنة لإدراكي لكل أبعادها، لكن خشيتي أن يتكرر ما كان يحصل في هذه اللجنة المؤقتة عندما عاصرتها في ذلك الوقت، حيث كانت القضية وكأنها تدور في حلقة مظلمة مفرغة. كان كل اجتماع جديد للجنة وكأنه الاجتماع الأول، وكان حضور الاجتماع، وخصوصاً من الجانب الحكومي، وكأنهم يمسكون بالملف للمرة الأولى، وهو أمر كنت أعلم يقينا بأنه يراد منه في الغالب إطالة أمد القضية وخنقها. كانت الاجتماعات مشبعة بالحديث الإنشائي الخالي من كل قيمة عملية على أرض الواقع، مما كان يضيع الساعات الطوال دون الوصول إلى أي قرارات أو خطوات حقيقية لحل الملف، ناهيك عن أن أهداف اللجنة، وهو ما أخشى أن يكون ذاته ما سيحصل اليوم، غير واضحة ولا محددة ولا مؤطرة بجدول زمني كي يمكن قياسها ومتابعتها. كان، وبكل بساطة، نشاطاً أقرب إلى العبثية، مع كامل الاحترام لشخوص من كانوا يعملون في اللجنة في ذلك الوقت، ومع كامل التقدير لصدق نوايا، لن أقول كلهم، ولكن بعضهم على الأقل.خلاصة القول؛ كي تنجح لجنة "البدون" اليوم، لابد أن تكون واضحة من البداية قائمة أهدافها، وهل ستشمل فتح ملف التجنيس أم ستكتفي بالوقوف عند حدود تداول ملف الحقوق الإنسانية؟ ويجب أن يكون محدداً جداً ما ستقوم به خلال جدول زمني معلوم، وإلا فإن اجتماعاتها سيتم اختطافها على يد الحديث الإنشائي الفارغ. وأقولها بكل مباشرة، إما هذا، وإلا فإن هذه اللجنة برمتها ليست سوى مضيعة للوقت والجهد، وسيكون مصيرها أن تنتهي إلى ما انتهت إليه كل الجهود المشابهة السابقة، بلا قيمة ولا طائل.