معكم : ألس!
نفسي وأخي... هذا ما كان يملكه نبي الله موسى، عليه السلام، حين خذله قومه ونقضوا عهودهم له، وللخيانة مقعد وثير في تاريخ الإنسانية منذ أن قتل هابيل أخاه، ويتسع ويكبر وجودها كلما تقادمت السنون وكثر البشر.ومواطئها كثيرة ومنازلها متعددة كأسمائها التي تترواح بين الغدر والألس، ومن الممكن أن تعشعش في رأس مسؤول لم تردعه أخلاق ولا دين عن بيع بلده ووطنه لأعدائه سواء شرقا او غربا.
من الممكن أن تتلبس "الخيانة" طامحا الى العلا، استغل جهل وسذاجة العامة وصعد على مناكبهم الى كرسي أخضر نسيه بُعيد القسم، وملأ أرصدته بالملايين "الوسخة" واكتفى برسائل الشكر والعرفان التي تصدح بها الهواتف النقالة في منطقته! ومن الممكن أن تحول هذه الآفة مواطنا... كان صالحا الى آخر مع مرور الزمن الى بوق لغيره من أجل حفنة دنانير... او لمجموعة من القماش الاسود يفتخر بارتدائها أمام زوجته كل صباح!وتكسو البعض من قمة رأسه الى أخمص قدميه وهو لا يعرف او يتجاهل علمه بها، وتجده يتملق فلانا وعلانا ويسخّر منصبه لإرضاء علية القوم او أصدقائه ومعارفه واقربائه ضاربا عرض الحائط بيمين كان قد تلفظ بها لدى تخرجه! وجمع حوله المتردية والنطيحة، قالبا مكتبه الى ديوانية لكل ساقط ولاقط، واذا ما أتاه مواطن مسكين او مقيم ضعيف من أجل شرح معاملة رفضها موظفوه أرغى وأزبد وتوعد بالويل والثبور لمن سمح لهؤلاء "الهيلق" بالدخول عليه... طبعا بعد ان يُسمع المراجع كلمات... ليست كالكلمات!أما الذين يفترض بهم أن يعلّموا أولادنا الحروف ليصبحوا عبيدا لهم! فقد تفرغوا للمطالبة بكادر لا يستحقونه وهم الذين اتخذوا من المهنة التي كاد أصحابها يصبحون رسلا، وظيفة تدر المال ومكانا لقضاء وقت الفراغ وسبيلا لخلق جيل فاسد وجاهل لا يعرف اين تقع مقديشو! ويعتقد أن القاهرة عاصمة تونس! وان دمشق محافظة تابعة لجنوب لبنان! ودرعا مقاطعة إسرائيلية! وجسر الشغور مكانه وسط تل ابيب!وأشد انواع الخيانة تلك التي تتغلغل في الذات، وتخدع صاحبها مظهرة له أن مبادئه صحيحة وانه "ربهم الأعلى" وأن السلم قد يوصله الى بر الامان... ويكتشف الحقيقة متأخرا... ولا ينفع عندها ايمانه برب موسى!