تأييداً للتافه
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
لا أريد أن أغضب أحدا ولكنني أقف مناصرا ومؤيدا لدور النشر التي تقدم المستوى البسيط والسطحي من الكتب. وأقف أيضا مع الوسيلة التي تتبعها الدار في نشر أعمالها سواء اعتمدت على علاقاتها الخاصة والواسعة بين أوساط الشباب أو اعتمدت أسلوب الوسامة في الترويج. وأسباب مناصرتي لهذه الدور ليست من باب رغبتي في انتشار الأعمال السطحية أو تشجيعي لها كبديل للأعمال الجادة بل على النقيض تماما هى الاستفادة من هذا الانتشار لصالح الكاتبة الجادة والقراءة كفعل ابداعي. كيف؟ أولا ليس المطلوب من جميع شرائح المجتمع وفئاته أن تقرأ أعمالا فلسفية وابداعات عالمية يصعب حتى على بعض النخب الأدبية الإلمام بها أو القدرة على تحليلها. ومن حق العامة أن تقرأ ما تفهم ويحقق لها المتعة المرجوة من هذه القراءة. وما تحققه هذه القراءة هو الانتقال التدريجي من مستوى أقل الى أعلى. فتطور الفعل القرائي هو تطور طبيعي واكتشاف الوعي بما نقرأ يتولد عنه الارتقاء بالفعل القرائي. لا يمكن أن نطلب من الجميع أن يقرأ فولكنر أو جويس في بدايات قراءاتهم وربما لا نطالبهم بأكثر من القراءة والانهمام بها كفعل ثقافي له نتائجه الايجابية ان لم يكن في الجيل الحالي ففي الجيل القادم. ما يقرأونه اليوم لن يكون هو ذاته ما سيقرأونه غدا ولكن بالتأكيد أفضل منه.السبب الأهم الذي يجعلني أكثر تأييدا لهذا الفعل القرائي هو الكاتب نفسه. فالكاتب في العمل الأول لا يدرك انخفاض مستواه وهو يعيش فرحة الانتشار وزهو النجاح ولكنه لا يستطيع الاستمرار في الكتابة دون فعل قرائي مواز ولن يكون هو ذات الكاتب في العمل الثاني أو الرابع وتطوره الطبيعي هو تطور لقارئه بنفس الدرجة.القراءة بحد ذاتها مكسب كبير بغض النظر عن مستوى الكتاب المقروء أو المجال الذي نقرأ فيه. فالثقافة عمل تراكمى من القراءة المعرفية يقوم بها أشخاص ذوو مشارب مختلفة وعلوم متنوعة ويشكلون بمجملهم مجتمعا مثقفا وهو ما نسعى اليه. يشجعنا الاقبال الجميل على الكتب في المعرض الماضي مقارنة بمعارض سابقة.أعرف حجم التشاؤم لديكم ولكننى أرى نورا من بعيد.