شبّاك العرب
يطل العرب هذا الصيف على مشارف مدينة لا تعرف التصنيف والفرز ولا تعرف الهوية، كما أنها لا تعرف الملل، مدينة تعنى بالاختلاف بكل وجهات النظر إن لم تكن رمزه، وعلى الرغم من تقليديتها في أغلب أشيائها، فإنها اتخذت الحداثة كروح تُسيّرالجسد التقليدي، ونهج لأسلوب الحياة، ومن خلال (شباك) سيكون الصيف مختلفا تماماً، يضم الثقافة العربية المعاصرة بمثقفيها، ومن قلب لندن، بوريس جونسون عمدة لندن، يتكلم بعناية وحب، عن تداخل الثقافة العربية الإنكليزية. وبدأ إن لم يكن المحور بالأكل، يقول إن الحمص والكسكس الذي كان يعد من الأكلات الغريبة، قبل عشر سنوات، ستجدها الآن في مطبخ كل شاب وشابة في لندن، ولا داعي للاستغراب، إن وجدت من هو بجانبك في أحد مقاهي شارع «إدجوير» الشهير، من هم من غير العرب، يأكلون الكبة بنهم وتلذذ أكثر من العرب أنفسهم.
ومن شباك مهرجان الثقافة العربية المعاصرة، والذي يمتد لثلاثة أسابيع، يجوب في أنحاء لندن بالعرب وثقافاتهم، فلم تغب الطنبورة المصرية عن الشباك وأيضاً الهيب هوب اللباني، سيوجد بسحره. ففي أكثر من سبعين فعالية سيوجد العرب بكتاباتهم، وإخراجاتهم وصورهم وموسيقاهم ومؤلفاتهم والكثير من إبداعات العرب، غير أن استضافة هذا المهرجان العربي الآن، وبمحاذاة النهضة العربية القوية مناسب جداً، وذكي أكثر بوجهة نظري، غير أن لندن دائماً تظهر وكأنها ملك للجميع، تستطيع أن ترضي جميع الأطراف. فأنت عربي ستجد ما يعنيك، وأنت فرنسي كذلك لك ما يهمك، وهكذا، فهي بصورة الملاذ الآمن للجميع، بسبب القوانين المنصفة، دعه يعمل دعه يمر.يقول نور نصر:«في هذا الركن من العالم، أستعيد الحياة».