الشباب يريدون كويتاً خالية من كل أنواع الفساد، ويريدون دولة مؤسسات تتساوى فيها الحقوق والواجبات، ويُحترم فيها القانون ويُعامل المواطن وفق عطائه لا انتمائه المذهبي أو القبلي، ويريدون أيضاً تطبيق مبدأ العدالة واختفاء «الواسطة».
في إحدى الليالي توقفت لأزور ديوانية جلّ حضورها من الشباب، ومن مختلف أطياف المجتمع، فكان استقبالهم جميلا كجمال أخلاقهم، حيث دار الحديث عن موقع الكويت ديمقراطياً في المحيط الخليجي والعربي، وعن تطلعاتهم لما بعد الانتخابات وما يأملون رؤيته.مدخل الحديث كان عن المرحلة السابقة المليئة، والتي بدأت أحداثها بصعود سمو الشيخ ناصر المحمد منصة الاستجواب متبوعاً بتقديم استقالته من منصبه كأول رئيس مجلس الوزراء في تاريخ دولة الكويت يقدم استقالته، فهذان الحدثان اللذان شكلا تحولاً في الحياة الديمقراطية بالتأكيد على أن الدستور كمرجعية وحجر أساس بين الحاكم والمحكوم، فتفوقت الكويت على نفسها، وعلى كثير من الديمقراطيات، بل ضربت نموذجا رائعاً في إمكانية تمكين المفاهيم الديمقراطية بطريقة حضارية.الإيجابية الأخرى التي صبت في مصلحة الديمقراطية كانت من خلال الدائرتين الرابعة والخامسة اللتين خلعتا ثوب القبيلة لترتديا ثوب الوطنية، وذلك عبر إعلان بعض الرموز القبلية عدم خوضهم التشاوريات، خصوصا بعد تجريم المحكمة الدستورية لها، وبذلك بدأت مرحلة جديدة في الممارسة الديمقراطية ذات البعد الشمولي "النائب يمثل الأمة".ومن إيجابيات ما بعد الحل التحرر من الالتزامات السابقة في اختيار رئيس المجلس القادم، وليس انتقاصاً من الدور الذي أداه السيد جاسم الخرافي، لكنها ستكون فرصة من حيث إمكانية إيجاد رئيس قد لا يتفق عليه أغلبية أعضاء المجلس؛ لكن لن تكون عليه التزامات وتبعات لهذا الطرف أو ذاك، وليس طرفاً بالنزاع السابق.النقاط السابقة لم تكن لتخفي كم التخوف عما هو أهم في نظر الشباب، فهم يريدون كويتاً خالية من كل أنواع الفساد، ويريدون دولة مؤسسات تتساوى فيها الحقوق والواجبات، ويُحترم فيها القانون ويُعامل المواطن وفق عطائه لا انتمائه المذهبي أو القبلي، ويريدون أيضاً تطبيق مبدأ العدالة واختفاء "الواسطة".ومن الأمور التي كانت محل تساؤل هي قدرة الحكومة على حمل ملفات التنمية التي تسمع بملياراتها ولا ترى أثرها، فمازالت الجامعة وحيدة والمستشفيات على حالها تنتظر المحسنين، والدور الإسكاني أيامه طويلة، والرواتب ذهبت عدالتها بين الكوادر.وبما أن الفترة القادمة هي فترة تكوين القناعات حول اختيار ممثلي الأمة، خصوصا بعد معرفة أغلبية المرشحين لذا كان الحديث عن إيصال نواب على قدر من المسؤولية يعرفون مهامهم ويعملون لأجل الكويت، ويمثلون الأمة خير تمثيل، يشرعون ويراقبون دون شخصانية، فلا تراهم على أبواب المسؤولين كالمراسلين، فوظيفتهم أعظم من تخليص المعاملات!! ونواب لا ترى كروشهم تكبر من أموال الصفقات كما هي حال النواب "القبيضة".رسالة:جاءني اتصال من أحد الإخوة البدون يطلب فيها من المرشحين عدم المتاجرة في قضيتهم، وعلى من يتبناها أن يصدقهم القول، ويراعي الله فيهم فهو حسبهم.ودمتم سالمين.
مقالات
المرحلة الحالية
16-12-2011