حالة ذكرى الرشيدي

نشر في 29-01-2012
آخر تحديث 29-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 مظفّر عبدالله أول العمود: يولد الرجل من رحم امرأة، فيكبر، فيفرض وصايته على المرأة بعد حصوله على لقب "رجل حكيم"! *** تشكل مرشحة الدائرة الرابعة المحامية ذكرى الرشيدي حالة خاصة من بين المرشحات في الانتخابات النيابية، وذلك من زوايا عدة، وهذا ما يدفعني إلى الكتابة عنها كحالة. أول الأسباب يكمن في جدية منافستها وتطور مركزها الانتخابي على مدى دورتين في الدائرة الانتخابية الرابعة، وهي دائرة قبلية وذكورية بامتياز، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الكثافة العددية للناخبين بعد الدائرة الخامسة. (الرابعة/ 103280 ناخباً ينقسمون إلى 45767 ذكوراً، و57513 إناثاً). وثاني تلك الأسباب، وجود مرشحين من النواب السابقين ممن يعدون أعمدة رئيسية في تمثيل الدائرة مثل مسلم البراك وعلي الدقباسي ومبارك الوعلان وضيف الله بورمية وشعيب المويزري والقائمة تطول، ولم يعهد من أي كتلة برلمانية في الدائرة أو من المرشحين الأفراد دعمهم لعنصر نسائي حتى إن كان قبلياً، بل ومن نفس قبيلة المرشحة الرشيدي. وثالثاً، هناك معوق اجتماعي في الدائرة الرابعة، وهو كثرة عدد المناطق التابعة لها (18 منطقة)، وهي تعكس أعداداً مهولة من الدواوين التي يجب أن يكون 50 في المئة منها على الأقل محط اهتمام برنامج الزيارات الاجتماعية لأي مرشح من الرجال، فما بالنا إن كانت المرشحة امرأة! ومعلوم أن تلك الزيارات تستمر طوال العام للمرشحين الفائزين وغير الفائزين الطامحين، بينما تنعدم هذه الميزة للمرشحات من النساء لأسباب اجتماعية، ومعلوم أن ذلك يضعف مسألة التواصل مع أهالي الدائرة. رابع الأسباب، أن العامل القبلي/ الديني المسيّس/ الذكوري، يقف ضد تعويم حركة المرأة المرشحة في الدائرة المذكورة، ولا يشفع انتماء الحالة التي نحن بصددها إلى قبيلة الرشايدة، لإفساح فرص سهلة وسانحة لها للفوز ما لم تتضافر جهود المخلصين خصوصاً النساء لإنجاحها. (تعداد قبيلة مطير 20811– قبيلة الرشايدة 16048/ وفق إحصاء غير رسمي). خامس الأسباب، أن القاعدة النسائية من الناخبين في الدائرة الرابعة تعد غير مسيّسة وتخضع لظروف اجتماعية وقبلية تجعل من مسألة الاختيار في التصويت للمرشحين ليست حرة بالمطلق، وفي الغالب يكون المتصرف في التوجيه (الزوج، الأخ، إفرازات الانتخاب الفرعي، أمراء القبائل). هذه مجموعة من العوامل المعيقة لترشح أي امرأة في الدائرة الرابعة، لكن يبقى أن لحالة المرشحة ذكرى الرشيدي صفة خاصة من بين المرشحات الأخريات اللاتي لم يبدين أي جدية في الانتخابات الحالية والسابقة. فذكرى لها نشاط عام، اجتماعي وحقوقي وتطوعي وتثقيفي، وهي تحارب في مناطق انتخابية صعبة جداً ولا تنتمي إلى تيار سياسي أو كتلة برلمانية، ورغم ذلك فقد حصلت في انتخابات عام 2009 على 6635 صوتاً لتحل في المرتبة الخامسة عشرة، بينما لم يتمكن عضو سابق ومرشح في تلك الانتخابات وينتمي إلى تيار "الإخوان المسلمين" وهو خضير العنزي من النجاح، بل حل في المرتبة العشرين وبـ3679 صوتاً فقط. وذكرى تعد من القلائل في المشهد الانتخابي اللائي استطعن تلمس قضايا الكويت بشكل واع ومنظم خصوصاً في المسائل العدلية والاجتماعية والنسائية. وأخيراً، نتمنى ألا يغيب التمثيل النسائي عن كل المجالس القادمة، ولن نكون مبالغين إن قلنا إن وجود السيدة ذكرى في قاعة "عبدالله السالم" يعد قيمة مضافة للعمل البرلماني بوجهه النسائي نظراً لما تملكه من منطق وفهم جيد لقضايا الوطن. ويبقى على ناخبي الدائرة الرابعة، خصوصاً نساءها دَين لاختيار المرشح الصالح بغض النظر عن جنسه ولا نشك في أن تكون المرشحة ذكرى الرشيدي إحداهن، ولم تكن الزيارة الكريمة التي تفضل بها نائب رئيس المجلس التأسيسي وعضو المجلس الأسبق د. أحمد الخطيب لمقر ذكرى الانتخابي سوى تزكية من رجل مثّل منطقة الجهراء في بواكير الحياة البرلمانية في الستينيات. تمنياتنا للمرشحة الرشيدي بالنجاح، وقبل أن أختم ادعو مؤيديها إلى التمييز بينها وبين الأخت الفاضلة المرشحة ذكرى المجدلي في ورقة الاقتراع بحكم التجاور الأبجدي، بحيث لا يتكرر الالتباس الذي حدث في انتخابات سابقة بين محمد عبدالقادر الجاسم ومحمد العبدالجادر.
back to top