فضفضة امرأة... أم شعب؟

نشر في 26-11-2011
آخر تحديث 26-11-2011 | 00:01
No Image Caption
 علي عبدالعزيز أشكناني قبل عدة أيام عندما كنت ذاهبا لتسجيل أختي الصغرى بامتحان القدرات, تفاجأت أن قاعة "زين" في الشويخ مغلقة الأنوار ورجال الأمن يقولون لي تم تأجيل التسجيل ليوم آخر, سيناريو معتاد في دولة لا يسير فيها شيء كما يجب أن يسير, فعدت إلى السيارة وقبل دخولي استوقتني امرأة كبيرة بالسن مغطاة الوجه مع ابنها الصغير، وتركب مع السائق فأعدت على مسامعها ما قاله رجال الأمن لتبدأ فجأة بالـ"فضفضة". "حسافة عليج يا كويت, والله خربوا الديرة... اليوم متصلة على الموظفات وقالولي تعالي, وحدة تقطني على الثانية ولا وحدة فيهم تعرف شي, خربوا الديرة والله وأمس دشوا مجلس الأمة وكسروه، الديرة اختربت والله حرام اللي يصير بالكويت, يقولونلي تعالي وأنا ما عندي سيارة وبالأخير مأجلينه يايه أسجل حق بنتي".

واستمرت المرأة الكبيرة في السن بالفضفضة وربط جميع الأمور ببعضها من تسجيل لامتحان القدرات إلى الوضع السياسي إلى خراب البلد بأسره, حال هذه المرأة البسيطة وكلامها المملوء بالحسرة هل يعبر عنها فقط أم هو يعبر عن حال شعب بأسره؟

الجميع سئم ما يحصل في مؤسسات الدولة رياضيا واقتصاديا واجتماعيا وفنيا وسياسيا, وأصبحنا على حافة الانهيار فكثرة الضربات المتتالية لا تجعلنا نتحمل الآن حتى "كتف قانوني", فالوضع لا يبشر بخير. على الصعيد السياسي قسم الشارع نفسه رغما عن أغلبية– كما أتمنى– عاقلة إلى قسمين: قسم موال للحكومة حتى النخاع تناسى غلطاتها وشيكاتها وتناسى سحبها للاستجواب ورفضها– خوفا– فتح المجال للنواب بالتفتيش في سجلات البنك المركزي بالإضافة إلى غض النظر عن سحل المواطنين, وقسم معارض لأجل المعارضة أو من الأفضل أن أقول (مقاطع من أجل المقاطعة) ربما أو لأجل الطائفة أو لأجل القبيلة، يقدس ما تقوم به كتلة المقاطعة مهما كان، فهو ينصرها ظالمة ومظلومة, ولديه اقتحام وتكسير بيت الأمة عمل شجاع وفتح مبين ونصر مؤزر، فأصبحنا ما بين سندان تلك ومطرقة هذه.

بالنسبة إلي أرفض أن أقف مع حكومة وقفت مع عضو مزور, ووزعت الشيكات, وتخاف من كشف السجلات, وتتعدى على الدستور بشكل يومي, كما أرفض في الوقت نفسه أن أكون في صفوف مقاطعة تمتلئ بالطائفيين وخريجي الفرعيات والمشكوك في مواقفهم وحساباتهم بالسنوات الماضية, وبأذناب أصبحت مقاطعة لأجل (عين) خلعت من الحكومة. أعتقد أني أصف إلى جانب كتلة العمل الوطني التي تستحق رفع القبعة لمحافظتها على طرحها الراقي، وجديتها بكشف الراشي والمرتشي بعيدا عن الشخصيات، فلقد أثبتت في الأيام الماضية أنها مازالت حاملة راية المعارضة الوطنية، وسواها لا يعدو كونه مقاطعة.

back to top