دروس في تفتيت المجتمع!

نشر في 15-10-2011
آخر تحديث 15-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 د. علي عبدالله جمال في كثير من الأحيان، خصوصاً إذا كنت تعيش في مرحلة "التهم المعلبة" وحقبة "الزمن الأغبر"، ولكي لا تصحو من النوم فتجد نفسك موقوفاً في قفص الاتهام مع المفسدين إيّاهم، أنت كمواطن صالح مضطر أن تثبت حرصك على المال العام بعد كل صلاة، وأن تخرج وتصرخ منادياً بالوحدة الوطنية عند كل إشارة مرور تصادفك، وأن تغني رائعة المرحوم أحمد مشاري العدواني "يا دارنا يا دار" كلما دخلت الجمعية للتبضع بأرخص الأسعار، ولا تنس في طريقك أن تذكر مبدأ "حرية التعبير". نعم يا مواطن حرية "التعبير"، تلك التي تأتي مباشرة بعد حصة "الإملاءات" والشحن الفئوي والطائفي المسبق الدفع! فهي الدواء لكل داء، ما عدا داء الحماقة التي أعيَت من يداويها!

ولا تنس "تعويد" أبنائك على ترديد "وطني حبيبي وطني الغالي" ثلاث مرات يومياً، فمن دون كل تلك الطقوس، وغيرها، لن تكون سوى مرتزق في زمن ارتفعت فيه هامات "أبطال الورق".

نعم يا صديقي... عليك أن تُظهِر احترامك لمعاشر الانبطاحيين والمتكسبين والمطبلين والملحنين والمطربين والرّقاصين طبعاً، وجميع أعضاء فرقة أوركسترا "الردح"، حتى "لا تخرج من المولد بلا حمص"، ولكي لا يستبيح الشبيحة والبلطجية بنات أفكارك على ضفاف شاطئ العراة، فحينها لن يفيدك طوق النجاة، وسيُشهّرون بحادثة غرقك أكثر من "تايتانيك"، ولن تصلح حينها حبالك البالية لغير نشر الغسيل المتسخ بدماء كرامتك وكرامة الآخرين ممن كنت تطلق عليهم لقب "أبناء الوطن" في السابق! ولا تنس أيها المواطن الصالح أن تعلن تقديريك للإخوة المنظّرين المعتّقين جميعهم، فإنهم ملح جلسة الطرب، وأنت قطعاً لست "رخواً" ولا تحب أن يصفك أولئك الأبطال الأفذاذ المنتشرون حولنا في البلاد بأي نوع من أنواع الحيوانات اللاحمة أو الأليفة أو المفترسة أو حتى "المحرمة شرعاً"!

هذه للأسف بعض الدروس التي يطرحها معظم أبطال وبهلوانات السياسة هذه الأيام على التلاميذ ضمن دروس "تفتيت المجتمع"، فاحذروهم، وحذّروا أبناءكم من خطرهم.

خربشة:

أحضر جحا ٥ كيلو غرامات لحم إلى المنزل، ولما لاحظت زوجته استياءه لعدم وجود طبق اللحم على المائدة، أخبرته بأن القطة أكلت اللحم!

فتساءل جحا: إذا كانت هذه القطة، فأين اللحم؟ وإذا كانت هي قطعة اللحم، فأين القطة؟! واليوم نتساءل: أين ذهبت الملايين؟!

twitter: @Dralijamal

back to top