يمثِّل المناضل الناصري كمال أبوعيطة واحداً من أهم تمائم الثورة المصرية، فهو من أوائل من هتفوا في وجه الديكتاتور المخلوع حسني مبارك، وظل قيادياً عمالياً طوال عقود من العنف والقمع، وحين انفجرت الثورة في ميدان التحرير كانت حنجرته بين آلاف الحناجر التي أسقطت نظاماً كاملاً.

Ad

«الجريدة» حاورت أبوعيطة، المرشح الأبرز في الدائرة الثانية في محافظة الجيزة، ضمن قائمة «التحالف الديمقراطي» الذي يقوده حزب الإخوان، آملاً أن ينجح الثوري الأصيل في تمثيل جزء من شعبه تحت قبة البرلمان. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ما دوافعكم في «الكرامة» الناصري للتحالف انتخابياً مع الحزب الإخواني «الحرية والعدالة» رغم تناقضهما الفكري؟

ـ قائمة «التحالف الديمقراطي» تضم مرشحين لأحزاب عدة، منها «الغد» و»الحضارة» و»العمل الإسلامي» واجتماع هذه الأحزاب في قائمة واحدة هو محاولة جادة لتحقيق أهداف الثورة، ورأيي أن ما نفعله الآن من تحالف هو أمر تأخر أربعين عاماً، مما أسفر عن تفرق الأمة وتشرذمها لصالح المستعمر الخارجي والداخلي من عملاء الأجانب من حكامنا المحليين، وقد كان طبيعياً بعد كل سنوات التشتت والفرقة أن نجتمع سوياً في تلك المرحلة التاريخية من عمر الوطن، حتى نضع خريطة طريق لبناء الأمة التي طال تدميرها وإذلالها، وليس أدلّ على ما أقوله من استمرار تصدير الغاز المصري لإسرائيل، على الرغم من حكم القضاء بوقف تصديره، وسأعمل في حال نجاحي في البرلمان على أن يكون أول قرار يتخذ بإجماع أعضائه هو وقف تصدير الغاز لإسرائيل.

• وما أبرز ملامح برنامجك الانتخابي؟

ـ برنامجي الانتخابي هو ما قلته في هتافاتي في الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات على رصيف مجلس الوزراء ورصيف البرلمان قبل سنوات من الثورة، وما هتفت به مع الجماهير في ميدان التحرير طيلة ثمانية عشر يوماً، برنامجي هو برنامج الثورة من خلال تحقيق التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، وسأكون حريصاً أكثر على تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، فلا بد من رفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات، وإعادة الاعتبار لقيمة العمل وتثبيت العمالة المؤقتة.

أهداف الثورة

• يرى البعض أن البرلمان المقبل لن يكون للثورة... ما رأيك؟

ـ لا أؤيد هذا الرأي، لأن نواب البرلمان المقبل مُلزمون بتحقيق أهداف الثورة والدفاع عن مبادئها، ومن سيحيد منهم عن أهداف الثورة سوف يدوسه المصريون بالأقدام ويقذفونه بالأحذية في ميدان التحرير، ونحن في «التحالف الديمقراطي» حريصون على أهداف الثورة كاملة، وعلى المستوى الشخصي، سأقوم بمواصلة العمل من أجل تحقيق المساواة بين كل المصريين والدفاع عن الثورة وأهدافها حتى لو لم أوفق في الانتخابات ولو لم أتمكن من مباشرة العمل النيابي فسأمارس هذا الدور من رصيف البرلمان حتى تصل الثورة للحكم، لأن الثورة نجحت لكن من يحكمون الآن ليسوا ثواراً.

• وما موقفك من الجدل الدائر حالياً حول المجلس الاستشاري الذي أعلن تشكيله مؤخراً، وآلية صياغة الدستور الجديد؟

ـ أرفض هذا المجلس جملة وتفصيلاً واعتبره، مثلما أعتبر حكومة الجنزوري، محاولة للالتفاف على الثورة، أما في ما يتعلق بصياغة الدستور المقبل فلا بد أن تجرى من خلال هيئة تأسيسية توافقية أو منتخبة تمثل من خلالها كل فئات وطبقات الشعب، لأن الدستور دوره حماية الأقلية من بطش الأغلبية، ولن يتم تغييب فئة أو تيار أو طبقة أو جماعة من عملية صياغة الدستور المقبل، لأنه ليس تمثيلاً للأغلبية أو الأقلية وإنما للأمة كلها.

• ما رأيك في نتائج انتخابات المرحلة الأولى؟

ـ لست راضياً عنها على المستوى الشخصي، لكنني أرحِّب بها طالما جاءت من خلال عملية انتخابية شفافة ونزيهة عكست بشكل دقيق إرادة الناخبين، وعلى الجميع احترام إرادة الناخبين إذا كنا مؤمنين فعلاً بفكرة الديمقراطية.

محاكمة مبارك

• متى يمكن القول إن الثورة نجحت؟

ـ حينما تتحقق أهداف الثورة في التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، وحينما تقيم الثورة مؤسساتها عبر برلمان ورئيس منتخب، وحينما يحاكم الرئيس المخلوع حسني مبارك محاكمة عاجلة عادلة ناجزة يلقى من خلالها مصيره، بدلاً من تلك المشاهد التي تبثها الشاشات في كل جلسة محاكمة، فنجده يتمارض على السرير داخل القفص متناسياً ما فعله بحق شيوخ أفاضل ورجال عظماء كانوا أكبر منه سنّا حينما أدخلهم سجونه القمعية ظلماً وأذاقهم من الذل والهوان ألواناً ولم يكونوا متورطين مثله في سرقة أو نهب المال العام.