القيلولة لإعادة شحن طاقة الجسم

نشر في 03-01-2012
آخر تحديث 03-01-2012 | 00:01
 د. رباح النجاده النوم السليم لا يعني بالضرورة النوم لساعات طويلة، بل يجب احترام حاجات ساعة الجسم البيولوجية التي تختلف من شخص إلى آخر!

لا يمكن أن يلتزم المرء بساعات نوم منتظمة يومياً وأن يمتنع مثلاً عن إطالة السهر في بعض المناسبات حتى لو كان يخلد إلى النوم باكراً عادة. يكرر الخبراء أن النوم والاستيقاظ في ساعات شبه منتظمة هما القاعدة الذهبية لضمان النوم السليم. لكن لا ضرر من تعديل أوقات النوم أحياناً، لا سيما في أيام العطلة.

يمكن التعويض عن فترات السهر أو الأرق خلال الليل عبر النوم لساعات إضافية صباحاً، والأفضل من ذلك بعد هو أخذ قيلولة خلال ساعات النهار. بالنسبة إلى سكان البلدان الحارة، القيلولة أمر لا مفرّ منه في ساعات النهار الحارة. يؤكد الاختصاصيون على أن الإنسان ليس مجهزاً للبقاء مستيقظاً طوال فترة اليوم.

تعزيز المناعة

قد تختفي حاجة الجسم إلى أخذ قيلولة طويلة بعد سن الرابعة، لكن تستمر الحاجة إلى الراحة في وسط النهار طوال مراحل الحياة بسبب الضغوط النفسية العصرية. خلال 24 ساعة، تتلاحق فترات النوم والاستيقاظ وفق زمنين مفضّلين للنوم: الليل وخلال النهار بين الساعة الواحدة ظهراً والخامسة عصراً. كذلك، كشفت الدراسات أن القيلولة اليومية تمنح منافع عدة من وجهة النظر الطبية. تساهم لحظات الاسترخاء هذه في مقاومة اعتداءات الفيروسات والجراثيم وتخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. من خلال التخلص من التعب العصبي، تساهم القيلولة في تجنب مشاكل النوم وتحسين الأداء الفكري ومستوى التركيز في الساعات اللاحقة.

إجابات

ما هي فترة القيلولة المثالية؟

هل بدأت العطلة وهل تعاني الإرهاق؟ هل أطلتَ السهر ليلاً؟ هل تفضل القيادة ليلاً لتجنب زحمة السير والحر؟ للتعويض عن النقص في ساعات النوم، يجب اللجوء إلى ما يسميه الخبراء «القيلولة الملكية»: تحصل هذه القيلولة بعد 15 دقيقة من الغداء، شرط الحرص على عدم شرب القهوة أو الشاي بعد تناول الطعام. من الأفضل التواجد في ظل ظروف مريحة مع نزع الملابس الضيقة والمزعجة، ثم التمدد والاسترخاء. يجب الحفاظ على هذا الاسترخاء طوال 50 دقيقة تقريباً. لا داعي لمراقبة الساعة باستمرار لأن الجسم يستيقظ بعد هذه المدة تلقائياً.

في الأوقات الأخرى، يكفي أخذ قيلولة لمدة 20 دقيقة على كنبة أو في مكان شبه مظلم لإعادة شحن طاقة الجسم. في الحياة اليومية، قد تؤدي القيلولة الطويلة إلى نشوء مشاكل في النوم ليلاً. من الأفضل إذاً تنظيم أوقات الاستيقاظ.

هل يمكن تجنب الانزعاج عند الاستيقاظ؟

لا يحبذ البعض فكرة القيلولة من أصلها لأنها تتركهم مترنّحين حتى المساء. لا ينكر الخبراء هذه الظاهرة، لكنهم يعتبرون أن هذا الانزعاج لا يظهر إلا إذا استيقظ الفرد فجأةً خلال دورة النوم الطبيعية، أي في مرحلة النوم الطويلة والبطيئة.

من خلال برمجة الاستيقاظ خلال 20 دقيقة، لا يتخطى المرء عتبة النوم الخفيف. أما إذا أراد النوم لفترة أطول، فمن الأفضل أن يعزل نفسه عن أي مصدر ضجة وأن يطفئ هاتفه الخلوي ويصمّ أذنيه عند الحاجة لتجنب الاستيقاظ بشكل مباغت.

كيف يمكن تنظيم أوقات القيلولة إذا لم يكن الجسم معتاداً عليها؟

قد يكون النوم سهلاً للغاية بعد الغداء بالنسبة إلى البعض، لكن يجد البعض الآخر صعوبة كبرى في الاستسلام للنوم في هذه الفترة من اليوم. لا داعي للقلق في حال لم تنجح بالنوم في المرات الأولى، إذ ستكون هذه الاستراحة مفيدة حتى لو لم تكن القيلولة مثالية. وكلما شعرت بالضغط ورحت تردد في نفسك عبارة «يجب أن أنام»، فلن تتوصل إلى ذلك.

تساعد نفسك على الاسترخاء من خلال تحديد النقاط الحساسة في جسمك لفك التشنجات والنوم بسرعة. للقيام بذلك، ضع قبضة اليد اليسرى في اليد اليمنى، ثم ضع الإبهام الأيمن في وسط الجهة الداخلية من القبضة اليسرى، تحت اليد مباشرةً. بعد ذلك، قم بحركات دائرية صغيرة في الاتجاه المعاكس لعقارب الساعة خلال بضع دقائق. الاسترخاء الفوري مضمون!

تبرز تقنيات أخرى لتعزيز استرخاء الجسم: تمدد على ظهرك وضع يديك على البطن وأغلق عينيك. خذ نفساً عميقاً (من الأنف) بوتيرة بطيئة، مع العد حتى الرقم 4، ثم ازفر مع إخراج الهواء بالكامل والعدّ مجدداً حتى الرقم 4. خذ استراحة بسيطة وكرر التمرين نفسه.

back to top