فؤاد سالم... البصراوي المغترب في سورية يحلم بالعودة إلى الكويت
عندما كنا نستمع لكل أغنية جديدة يطرحها الفنان العراقي المبدع فؤاد سالم، لم يدر في خلدنا على الإطلاق أن عذابات السنين وقسوتها ومعاناته مع غربته عن الوطن منذ أواخر السبعينيات ستأخذ منه ما تأخذ وتجعله جثة هامدة على فراش الموت، لا أحد يرعاه صحياً وطبياً، وهو الذي ملأ القلوب بأغنياته العذبة وصوته الجميل، الذي ما إن تستمع إليه حتى تتشكل أمامك لوحة فنية فريدة، تعكس تمايل سعف نخيل البصرة عندما تداعبها نسمات الهواء وقت العصاري.فؤاد سالم، هذا الفنان الملهم صاحب "يا عشقنا"، و"مو بدينا نودع عيون الحبايب"، و"سوار الذهب" و"عمي عمي يابو مركب"، و"يابو بلم عشاري"، و"ردتك تمر طيف"، يعاني تلفاً في أنسجة الدماغ أفقده القدرة على النطق والحركة، يقطن حالياً في بيت صغير في سورية التي تمر بظروف هي الأخرى قاسية، فلا حول له ولا قوة إلا بالله.
كل ما يتمناه فؤاد سالم هو نقله إلى دولة الكويت؛ هذا البلد الذي كان حضناً له، بعدما فرّ هارباً من بطش الدكتاتور صدام حسين، وفتحت الكويت وشعبها له أذرعها، وقدّم على أرضها أجمل أغنياته وإبداعاته.كثيراً ما كان يتحدث إلي خلال لقاءات صحافية عديدة جمعتني به عن تعلقه بالشاعر الراحل بدر شاكر السياب، والذي غنى له قصيدة "غريب على الخليج"، وتشابه بعض المواقف في حياتهما، حيث توفي السياب هنا في مستشفى الأميري، وحوله أصدقاؤه ومحبوه من أهل الكويت، ولسان حال فؤاد يقول أتمنى أن أعيش آخر أيامي على أرض الكويت بين أصدقائي وأحبتي، فهي الأقرب لمدينتي الفيحاء البصرة.ندعو لفؤاد سالم بالشفاء وبأن يحقق أمنيته في العودة إلى البلد التي أحب؛ إلى الكويت.